[ بدء بالمغرب ] وأفلت من المنهزمين الأسرة الإدريسية إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ، فأتى مصر وعلى بريدها واضح مولى صالح بن المنصور ، وكان شيعيا لعلي ، فحمله على البريد إلى أرض المغرب ، فوقع بأرض طنجة ، بمدينة وليلة ، فاستجاب له من بها من البربر . فضرب الهادي عنق واضح وصلبه .
وقيل : إن الرشيد هو الذي قتله . وإن الرشيد دس على إدريس الشماخ اليمامي ، [ ص: 263 ] مولى المهدي ، فأتاه وأظهر أنه من شيعتهم ، وعظمه ، وآثره على نفسه ، فمال إليه إدريس ، وأنزله عنده .
ثم إن إدريس شكا إليه مرضا في أسنانه ، فوصف له دواء ، وجعل فيه سما ، وأمره أن يستن به عند طلوع الفجر ، فأخذه منه ، وهرب الشماخ ، ثم استعمل إدريس الدواء ، فمات منه ، فولى الرشيد الشماخ بريد مصر .
ولما مات إدريس بن عبد الله خلف مكانه ابنه إدريس بن إدريس وأعقب بها ، وملكوها ، ونازعوا بني أمية في إمارة الأندلس على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
وحملت الرءوس إلى الهادي ، فلما وضع رأس الحسين بين يدي الهادي قال : كأنكم قد جئتم برأس طاغوت من الطواغيت ! إن أقل ما أجزيكم به أن أحرمكم جوائزكم ، فلم يعطهم شيئا .
وكان الحسين شجاعا ، كريما ، قدم على المهدي ، فأعطاه أربعين ألف دينار ، ففرقها في الناس ببغداذ والكوفة ، وخرج من الكوفة لا يملك ما يلبسه إلا فروا ليس تحته قميص .