ذكر البيعة لعلي بن موسى - عليه السلام - بولاية العهد
في هذه السنة جعل المأمون - عليه السلام - ولي عهد المسلمين والخليفة من بعده ، ولقبه الرضى من علي بن موسى الرضى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب آل محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمر جنده بطرح السواد ولبس الثياب الخضر ، وكتب بذلك إلى الآفاق ، وكتب إلى الحسن بن سهل عيسى بن محمد بن أبي خالد بعد عوده إلى بغداذ يعلمه أن قد جعل المأمون علي بن موسى ولي عهده من بعده .
وذلك أنه نظر في بني العباس وبني علي ، فلم يجد أحدا أفضل ولا أورع ولا أعلم منه ، وأنه سماه الرضى من آل محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمره بطرح السواد ولبس الخضرة ، وذلك لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ، وأمر محمدا أن يأمر من عنده من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له ، ولبس الخضرة ، ويأخذ أهل بغداذ جميعا بذلك ، فدعاهم محمد إلى ذلك ، فأجاب بعضهم ، وامتنع بعضهم وقال : تخرج الخلافة من ولد العباس ، وإنما هذا من . فمكثوا كذلك أياما ، وتكلم بعضهم وقالوا : نولي بعضنا ونخلع الفضل بن سهل . فكان أشدهم فيه المأمون منصور . وإبراهيم ابنا المهدي