الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
( كالاستثناء بإن شاء الله ) فإنه لا يفيد في غير اليمين بالله ، ويفيد في الله ، وفي النذر المبهم فإن قال يلزمه الطلاق إن شاء الله لزمه ، وإن قال والله لا فعلت كذا أو لأفعلن إن شاء الله نفعه ، ولا كفارة عليه ( إن قصده ) أي قصد الاستثناء أي حل اليمين إلا إن قصد التبرك أو جرى على لسانه سهوا ( كإلا أن يشاء الله أو يريد أو يقضي على الأظهر ) في الأخيرين ، وأما الأول فمتفق على أنه يفيد في اليمين بالله ، ولا يفيد في غيره ( وأفاد ) الاستثناء ( بكإلا ) من خلا ، وعدا وحاشا وليس ، ولا يكون ، وما في معناه من شرط أو صفة أو غاية ( في الجميع ) أي في جميع متعلقات اليمين بالله مستقبلة أو ماضية كانت اليمين منعقدة أو غموسا كمن حلف أن يشرب البحر ثم استثنى نحو إلا أكثره فلا إثم عليه ، وهذا هو فائدة الاستثناء ، ويحتمل أن معنى الجميع جميع الأيمان ، سواء كانت بالله أو بالعتق أو بالطلاق أو بالمشي إلى مكة نحو إن دخلت الدار فهي طالق ثلاثا إلا واحدة لكن يخص الاستثناء حينئذ بغير المشيئة ، وعلى الاحتمال الأول يعمها وغيرها نحو لأشربن البحر إلا أن يشاء الله أو إلا أكثره .

التالي السابق


( قوله : كالاستثناء بإن شاء الله ) إطلاق الاستثناء على إن شاء الله حقيقة عرفية ، وإن كان مجازا في الأصل ; لأنه شرط ( قوله : ويفيد في الله ) أي ، ولو كان اليمين بالله غموسا ، وفائدته رفع الإثم ( قوله : إن قصده ) هذا شرط في المفهوم ، وهو الإفادة في اليمين بالله ( قوله : في الأخيرين ) خلافا لمن قال إلا أن يريد الله أو يقضي الله لا ينفع في اليمين بالله ، ولا في غيره ( قوله : بكإلا ) أي بإلا ، وما ماثلها من بقية أدوات الاستثناء نحو لا أدخل دار زيد إلا أن يشاء الله أو ما خلا الله أو ما حاشا الله أو ما عدا الله أو ليس الله أو لا يكون الله ( قوله : من شرط ) نحو لا أدخل دار زيد إن كان فيها أو لا أدخل داره الفلانية أو مدة غيبته أو مرضه أو في هذا الشهر ( قوله : مستقبلة ) أي نحو والله لا تطلع [ ص: 130 ] الشمس غدا إلا أن تكون السماء مصحية .




الخدمات العلمية