الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولها ) أي الزوجة ( في الوجه ) من الشغار ، وإن في واحدة ( و ) لها في نكاحها على ( مائة وخمر ) مثلا ( أو ) على ( مائة ) حالة ( ومائة ) مؤجلة بأجل مجهول ( لموت أو فراق ) مثلا ( الأكثر من المسمى ) الحلال ( وصداق المثل ) ولا ينظر لما صاحب الحلال من الخمر والمؤجل بأجل مجهول بدليل قوله ( ولو ) ( زاد ) صداق المثل ( على الجميع ) أي المعلوم والمجهول بأن كان مائتين وخمسين مثلا فتأخذها حالة فلو كان صداق المثل مائتين أو مائة وخمسين أخذته ; لأنه أكثر من المسمى الحلال وهو المائة ، ولو كان صداق المثل تسعين أخذت مائة ; لأن المسمى الحلال أكثر من تسعين صداق المثل ( وقدر ) صداق المثل ( بالتأجيل ) أي بالمؤجل ( المعلوم إن كان ) أي وجد ( فيه ) أي في المسمى مؤجل بأجل معلوم أي يعتبر من المؤجل ما أجل بأجل معلوم ويلغى المجهول ، وإن لم يكن فيه اعتبر الحال وألغي المجهول فإذا كان صداقها ثلثمائة مائة حالة ومائة مؤجلة بأجل معلوم كسنة ومائة حالة بأجل مجهول يلغى ، ويقال ما صداق مثلها على أن فيه مائة مؤجلة إلى سنة ومائة حالة فإن قيل مائتان فقد استوى المسمى وصداق المثل فتأخذه مائة حالة ومائة إلى سنة ، وإن قيل مائة وخمسون أخذت المسمى وهو المائتان مائة حالة ومائة إلى سنة ، وإن قيل : ثلثمائة أخذت مائتين حالتين ومائة إلى سنة ولما قدم [ ص: 309 ] أن لها في الوجه منهما أو من أحدهما الأكثر من المسمى وصداق المثل وهو ظاهر المدونة وتأولها ابن لبابة على خلافه أشار له بقوله ( وتؤولت أيضا فيما إذا ) ( سمى لإحداهما ) دون الأخرى ( ودخل ) الزوج ( بالمسمى لها بصداق المثل ) متعلق بتؤولت أي تؤولت على أن لها صداق المثل فالتأويلان إنما هما في المركب أي في أحد فرديه على ظاهر كلامه مع أنهما فيه وفيما إذا سمى لهما معا ، فلو قال وتؤولت أيضا فيما إذا دخل بالمسمى لها بصداق المثل لشملهما وهذا التأويل ضعيف والراجح الأول .

التالي السابق


( قوله : الأكثر من المسمى وصداق المثل ) الظاهر كما قال بعضهم إن من للبيان المشوب بتبعيض أي لها الأكثر الذي هو أحدهما إلا أنها للمفاضلة لئلا يقتضي أنها تأخذ أكثر منهما .

( قوله : ولا ينظر ) أي في المسمى لما صاحب الحلال .

( قوله : بدليل قوله : ولو زاد إلخ ) وجه الدلالة أنه لو أريد بالمسمى الحلال والحرام لم يكن صداق المثل أكثر منه إلا إذا كان زائدا على الجميع فلا يبالغ عليه .

( قوله : ولو زاد إلخ ) هذه المبالغة بالنسبة لمسألة مائة حالة ومائة مؤجلة بأجل مجهول والمعنى هذا إذا كان صداق المثل الأكثر من المسمى زائدا على المسمى الحلال فقط بل ولو كان زائدا على الجميع ، ورد بلو قول ابن القاسم بأن لها الأكثر من صداق المثل والمسمى الحلال إن لم يزد صداق المثل على جميع الحلال والحرام فإن زاد صداق المثل عليهما فليس لها إلا الجميع تأخذه حالا ; لأنها رضيت بالمائة لأجل مجهول تأخذها حالة أحسن لها .

( قوله : لأنه أكثر من المسمى الحلال وهو المائة ) أي المصاحبة للمائة المؤجلة بأجل مجهول .

( قوله : لأن المسمى الحلال ) أي وهو المائة المصاحبة للمائة المؤجلة بأجل مجهول أكثر إلخ .

( قوله : وقدر بالتأجيل إلخ ) قدر بالبناء للمفعول ونائب الفاعل ضمير عائد على صداق المثل وقوله : بالتأجيل متعلق بقدر والمعلوم صفة للتأجيل بمعنى المؤجل والمعنى وقدر صداق المثل بالنظر للمؤجل المعلوم بالنظر للحال لا بالنظر للمجهول إن وجد في المسمى مؤجل بأجل معلوم لأجل أن يعلم الأكثر من المسمى وصداق المثل واستشكل هذا بأن صداق المثل إنما ينظر فيه لأوصاف المرأة من مال وجمال وحسب ونسب ولا ينظر فيه لحلول ولا تأجيل وأجيب بأن النظر للحلول والتأجيل عند جهل الأوصاف المذكورة وحينئذ فلا إشكال .

( قوله : أي بالمؤجل ) أي بالنظر للمؤجل المعلوم كما يقدر بالنظر للحال ولا يقدر بالنظر للمجهول .

( قوله : ويلغى المجهول ) أي ما أجل بأجل مجهول .

( قوله : وإن لم يكن فيه ) أي في المسمى مؤجل بأجل معلوم .

( قوله : على أن فيه ) أي في المسمى صداقها المسمى [ ص: 309 ]

( قوله : أن لها في الوجه ) أي وجه الشغار .

( قوله : وهو ظاهر المدونة ) أي عند ابن أبي زيد ( قوله : وتؤولت أيضا ) أي كما تؤولت على ما سبق .

( قوله : بالمسمى لها ) أي وأما إذا دخل بغير المسمى لها فلها صداق المثل اتفاقا .

( قوله : إنما هما في المركب ) أي وأما إذا سمى لهما معا فكل من دخل بها منهما لها الأكثر من المسمى وصداق المثل اتفاقا هذا ظاهره .

( قوله : أي في أحد فرديه ) وهو ما إذا دخل بالمسمى لها فابن أبي زيد حملها على ظاهرها من لزوم الأكثر من المسمى وصداق المثل وابن لبابة حملها على لزوم صداق المثل .

( قوله : مع أنهما فيه ) أي في المركب .

( قوله : وفيما إذا سمى لهما معا ) أي الذي هو وجه الشغار فإذا حصل منه دخول كان لها الأكثر من المسمى وصداق المثل على المشهور وقيل : صداق المثل فقط




الخدمات العلمية