الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
( و ) حنث في لا أساكنه ( بالزيارة ) من أحدهما للآخر ( إن قصد ) بيمينه ( التنحي ) عنه أي البعد إذ لا بعد مع الزيارة ( لا ) إن لم يقصده بل كانت يمينه ( لدخول ) شيء بين ( عيال ) من نساء وصبية فلا حنث بالزيارة ، وكذا إن كان لا نية له ( إن لم يكثرها نهارا ) فإن أكثرها حنث والكثرة بالعرف ، وقيل أن يمكث عنده أكثر من ثلاثة أيام ( ويبيت بلا مرض ) قام بالمحلوف عليه والواو بمعنى مع ، ويبيت بالنصب فمنطوقه عدم الحنث بانتفاء الأمرين ، ومفهومه الحنث بوجودهما أو بوجود أحدهما ، ولك أن تجعل يبيت مجزوما عطفا على يكثر أي فلا يحنث إن انتفيا ، وهو يفيد أن وجود أحدهما كاف في الحنث فإن بات لمرض المحلوف عليه فلا حنث ، وهذا ظاهر فيما إذا كان لا نية له في يمينه ، وأما إذا كان الحامل له دخول شيء بين العيال فلا وجه للحنث اللهم إلا أن تكون الكثرة والبيات مع العيال

التالي السابق


( قوله : وكذا إن كان لا نية له ) أي فالمعول عليه مفهوم الشرط لا مفهوم قوله لا لدخول . والحاصل أن مفهوم الشرط ، ومفهوم قوله لا لدخول تعارضا فيما إذا كان لا نية له في يمينه فمفهوم الشرط يقتضي عدم حنثه ، ومفهوم الثاني يقتضي حنثه ، والمعول عليه مفهوم الشرط ( قوله : فإن أكثرها حنث إلخ ) إلا أن يشخص إليه من بلد آخر فلا بأس أن يقيم اليوم واليومين والثلاثة ( قوله : بالعرف ) أي ، وهو الأظهر ( قوله : بلا مرض ) أي من غير أن يحصل مرض للمحلوف عليه فيجلس ليعلله كذا في بن ، وذكر غيره أن المراد من غير حصول مرض للحالف فعجز عن الانتقال والظاهر اعتبار كل منهما كما قال شيخنا .

( قوله : فمنطوقه عدم الحنث بانتفاء الأمرين ) بأن لم تحصل كثرة الزيارة نهارا ، ولا البيات بلا مرض ، وقوله ، ومفهومه الحنث بوجودهما أي بأن أكثر الزيارة نهارا وبات من غير مرض ، وقوله أو وجود أحدهما ذلك بأن أكثر الزيارة نهارا ، ولم يبت لغير مرض بأن لم يبت أصلا أو بات لمرض أو أنه بات لغير مرض من غير إكثار للزيارة ( قوله : فإن بات لمرض المحلوف عليه ) أي أو لمرض الحالف كما علمت ( قوله : وهذا ظاهر ) أي حنثه بوجودهما أو بوجود أحدهما ظاهر إلخ .




الخدمات العلمية