الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وغزو البحر أفضل من غزو البر ) لحديث أم حرام { أن النبي صلى الله عليه وسلم نام عندها ثم استيقظ ، وهو يضحك قالت : فقلت : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوك على الأسرة ، أو مثل الملوك على الأسرة } متفق عليه قال ابن عبد البر : أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم خالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعته أخت لهما ثالثة وروى ابن ماجه بإسناده عن أبي أمامة مرفوعا { شهيد البحر مثل شهيدي البر ، والمائد في البحر كالمتشحط في دمه في البر وما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله تعالى وإن الله تعالى قد وكل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهيد البحر فإن الله يتولى قبض [ ص: 39 ] أرواحهم ، وشهيد البر يغفر له كل شيء إلا الدين ، وشهيد البحر يغفر له كل شيء والدين } وإسناده ضعيف ; ولأنه أعظم خطرا ومشقة ، لكونه بين خطر العدو والغرق ، ولا يتمكن من الفرار إلا مع أصحابه فكان أفضل من غيره .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية