الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ويصح بيع الصبرة جزافا مع جهلهما ) أي جهل المتبايعين كيلها ، اكتفاء برؤيتها ويؤيده حديث ابن عمر { كنا نشتري الطعام من الركبان جزافا فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبيعه ، حتى ننقله من مكانه } متفق عليه ( أو ) مع ( علمهما ) أي علم المتبايعين مقدارها لعدم المانع .

                                                                                                                      ( ومع علم بائع وحده ) قدرها ( يحرم ) عليه بيعها جزافا لما روى الأوزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من عرف مبلغ شيء فلا يبيعه جزافا حتى يعينه } ولما فيه من التغرير .

                                                                                                                      ( ويصح ) العقد لأن المبيع معلوم بالمشاهدة ( ولمشتر ) اشترى صبرة جزافا مع علم البائع وحده مقدارها ( الرد ) ; لأن كتم البائع قدرها غش وغرر ( وكذا ) بيع الصبرة جزافا ونحوها مع ( علم المشتري وحده ) مقدارها يحرم ذلك على المشتري لما تقدم في البائع ويصح العقد ( ولبائع ) وحده ( الفسخ ) لما تقدم في عكسه .

                                                                                                                      ( ولا يشترط ) لصحة البيع ( معرفة ) أي : رؤية ( باطن الصبرة ) المتساوية الأجزاء ، اكتفاء برؤية ظاهرها لدلالته عليها ( ولا ) يشترط أيضا ( تساوي موضعها ) أي موضع الصبرة ; لأن معرفتها لا تتوقف عليه .

                                                                                                                      ( ولا يحل لبائعها ) أي : بائع الصبرة ( أن يغشها بأن يجعلها على دكة أو ربوة أو حجر ينقصها ، أو يجعل الرديء ) منها في باطنها ( أو المبلول ) منها ( في باطنها ) كسائر أنواع الغش فيها ، أو في غيرها لحديث { من غشنا ليس منا } .

                                                                                                                      ( وإذا وجد ) بالبناء للمفعول ( ذلك ) الغش ، ولو بلا قصد من البائع أو غيره ( ولم يكن للمشتري به علم فله الخيار بين [ ص: 170 ] الفسخ وأخذ تفاوت ما بينهما ) من الثمن ، بأن تقوم غير مغشوشة بذلك ، ثم تقوم مغشوشة به ويؤخذ بقسط ما نقص من الثمن ; لأنه عيب .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية