الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ويسن الرباط ) نص عليه لحديث سلمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { رباط ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ، فإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل ، وأجري عليه رزقه ، وأمن الفتان } رواه مسلم وعن فضالة بن عبيد مرفوعا { كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ، ويأمن من فتان القبر } رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح .

                                                                                                                      ( وهو ) أي : الرباط ( الإقامة بثغر تقوية للمسلمين ) مأخوذ من رباط الخيل ; لأن هؤلاء يربطون خيولهم وهؤلاء يربطون خيولهم ، كل يعد لصاحبه ، والثغر : كل مكان يخيف أهله العدو ويخيفهم ، أي : الرباط ( وأقله ساعة ) قال أحمد يوم رباط وليلة رباط وساعة رباط ( وتمامه ) أي : الرباط ( أربعون يوما ) قاله أحمد وروي عن ابن عمر لحديث : { تمام الرباط أربعون يوما } رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب .

                                                                                                                      وعن أبي هريرة " رباط يوم في سبيل الله أحب إلي أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين مسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن رابط أربعين يوما فقد استكمل الرباط " رواه سعيد .

                                                                                                                      ( وإن زاد ) الرباط على أربعين يوما ( فله أجره ) كسائر أعمال البر ( وهو ) أي : الرباط ( بأشد الثغور خوفا : أفضل ) ; لأنهم أحوج ، والمقام به أنفع .

                                                                                                                      ( و ) الرباط ( أفضل من المقام بمكة ) ذكره الشيخ تقي الدين إجماعا ( والصلاة بها ) أي : بمكة ( أفضل من الصلاة بالثغر ) قال أحمد : فأما فضل الصلاة فهذا شيء خاصة فضل لهذه المساجد .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية