الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وإن أراد الراهن السفر بالماشية ليرعاها في مكان آخر وكان لها في مكانها مرعى تتماسك به فللمرتهن منعه ) من السفر بها ; لأن فيه إخراجها عن يده ونظره ( وإن أجدب مكانها ) أي : محل رعيها ( فلم تجد ما تتماسك به فله ) أي : الراهن ( السفر بها ) ; لأنه موضع حاجة ( إلا أنها تكون ) الماشية ( في يد عدل يرضيان به ، أو ينصبه الحاكم ) فيسافر هو بها ( ولا ينفرد الراهن بها ) ; لئلا يفوت حق المرتهن من التوثق ( فإن امتنع الراهن من السفر بها ) مع جدب مكانها ( فللمرتهن نقلها ) للحاجة .

                                                                                                                      ( وإن أراد ) كل منهما ( السفر بها و ) لكن ( اختلفا في مكانها قدم من يعين الأصلح ، فإن استويا قدم قول المرتهن ) ; لأنه أحق باليد ( وأيهما أراد نقلها عن البلد مع خصبه إلى مثله أو ) إلى ( أخصب منه لم يكن له ذلك ) بغير إذن صاحبه ; لعدم الحاجة إليه .

                                                                                                                      ( وإن اتفقا ) أي : الراهن والمرتهن ( عليه ) أي : على نقلها إلى خصب مثل مكانها ، أو أخصب ( جاز ) ; لأن الحق لا يعدوهما .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية