الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
وإذا ادان المضارب مال المضاربة في غير مصره ، وربح فيه ، فأراد أن يتقاضاه وتكون نفقته منه ، وقال رب المال : بل أتقاضاه ، ولا أريد أن تكون أنت المتقاضي .

فإن رب المال يجبر على ترك التقاضي للمضارب ، وتكون نفقته على المال ; لأن حق المضارب ثابت في نصيبه من الربح ، فلا بد من أن يتقاضى حصة من الربح ، وإذا أخذ ذلك ، أخذه رب المال منه بحساب رأس المال ثانيا ، أو ثالثا ، فتبين أن المضارب متقاض لرب المال ، وأن نفقته في المال ، فرب المال فيما يسأل يقصد إسقاط حق المضارب ، وهو لا يتمكن من ذلك ، وإن لم يكن فيه فضل .

فقال المضارب : أنا أتقاضاه ، وتكون نفقتي منه حتى أقبضه .

وقال رب المال : أحلني به أجبر المضارب على أن يحيل به رب المال ; لأنه لا حصة للمضارب في المال هنا ولا حق ، فهو بمطالبته ، يريد أن يلزمه نفقة نفسه في مال غيره ، فلصاحب المال أن يأبى ذلك ، ويتقاضى بنفسه

التالي السابق


الخدمات العلمية