والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب
السراب : ما يرى في الفلاة من ضوء الشمس وقت الظهيرة ، يسرب على وجه الأرض كأنه ماء يجري ، والقيعة : بمعنى : القاع أو جمع قاع ، وهو المنبسط المستوي من الأرض ، كجيرة في جار ، وقرئ : "بقيعات " : بتاء ممطوطة ، كديمات وقيمات ، في ديمة وقيمة ، وقد جعل بعضهم بقيعاة بتاء مدورة ، كرجل عزهاة ، شبه ما يعمله من لا يعتقد الإيمان ولا يتبع الحق من الأعمال الصالحة التي يحسبها تنفعه عند الله وتنجيه من عذابه ثم تخيب في العاقبة أمله ويلقى خلاف ما قدر ، بسراب يراه الكافر بالساهرة وقد غلبه العطش يوم القيامة فيحسبه ماء ، فيأتيه فلا يجد ما رجاه ويجد زبانية الله عنده يأخذونه فيعتلونه إلى جهنم فيسقونه الحميم والغساق ، وهم الذين قال الله فيهم : عاملة ناصبة [الغاشية : 3 ] ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا [الكهف : 104 ] ، وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا [الفرقان : 23 ] ، وقيل : نزلت في عتبة بن ربيعة بن أمية ؛ قد كان تعبد ولبس المسوح والتمس الدين في الجاهلية ، ثم كفر في الإسلام .