الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17313 ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو جعفر البغدادي ، ثنا أبو علاثة ، ثنا أبي ، ثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، قال : ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تجهز غازيا يريد الشام ، فأذن في الناس بالخروج ، وأمرهم به في قيظ شديد في ليالي الخريف ، فأبطأ عنه ناس كثير ، وهابوا الروم ، فخرج أهل الحسبة ، وتخلف المنافقون ، وحدثوا أنفسهم أنه لا يرجع أبدا ، وثبطوا عنه من أطاعهم ، وتخلف عنه رجال من المسلمين لأمر كان لهم فيه عذر ، فذكر القصة ، قال : وأتاه جد بن قيس وهو جالس في المسجد معه نفر ، فقال : يا رسول الله ائذن لي في القعود ؛ فإني ذو ضيعة وعلة لي بها عذر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " تجهز فإنك موسر لعلك تحقب بعض بنات الأصفر " ، فقال : يا رسول الله ائذن لي ، ولا تفتني ببنات الأصفر ،فأنزل الله عز وجل فيه وفي أصحابه : ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) عشر آيات يتبع بعضها بعضا ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنون معه ، وكان فيمن تخلف ابن عنمة أو عنمة من بني عمرو بن عوف ، فقيل له : ما خلفك ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : الخوض واللعب . فأنزل الله عز وجل فيه وفيمن تخلف من المنافقين : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ) ثلاث آيات متتابعات .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية