الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17426 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو جعفر : محمد بن صالح بن هانئ ، وأبو عبد الله : محمد بن عبد الله بن دينار ، قالا : ثنا السري بن خزيمة ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا سليمان بن المغيرة ، ( ح قال وأنبأ ) أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ أحمد بن سلمة ، ثنا عبد الله بن هاشم ، ثنا بهز ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، ثنا أنس - رضي الله عنه - قال : صارت صفية لدحية في مقسمه ، وجعلوا يمدحونها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقولون : ما رأينا في السبي مثلها ، قال : فبعث إلى دحية فأعطاه بها ما أراد ، ثم دفعها إلى أمي ، فقال : " أصلحيها " . قال : ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر حتى جعلها في ظهره نزل ، ثم ضرب عليها القبة ، فلما أصبح قال : " من كان عنده فضل زاد فليأتنا به " . قال : فجعل الرجل يجيء بفضل التمر ، وفضل السويق ، وفضل السمن ، حتى جعلوا من ذلك سوادا حيسا فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ، ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء ، قال : فقال أنس : وكانت تلك وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها ، قال : فانطلقنا حتى إذا رأينا جدر المدينة مشينا إليها ، فرفعنا مطيتنا ، ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيته ، قال وصفية خلفه قد أردفها فعثرت مطية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصرع وصرعت ، قال : فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسترها ، قال : فأتيناه ، فقال : " لم نضر " . قال : فدخلنا المدينة ، فخرج جواري نسائه يترائينها ، ويشمتن بصرعتها . لفظ حديث بهز بن أسد رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن هاشم .

                                                                                                                                                وفي هذا دلالة على وقوع قسمة غنيمة خيبر بخيبر ، قال أبو يوسف : إنها حين افتتحها صارت دار إسلام وعاملهم على النخل .

                                                                                                                                                ( قال الشافعي ) : أما خيبر : فما علمته كان فيها مسلم واحد ما صالح إلا اليهود وهم على دينهم ، وما حول خيبر كله دار حرب .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية