الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                        السادسة : اصطدم مستولدتان لرجلين فماتتا ؛ أهدر نصف قيمة كل منهما ووجب نصف قيمة كل واحدة على سيد الأخرى ؛ لأن ضمان جناية المستولدة على سيدها ، كما سيأتي في بابه إن شاء الله تعالى . والمذهب أنه يضمن أقل الأمرين من أرش الجناية وقيمة مستولدته ؛ وإن كانتا حاملين فماتتا وأجهضتا جنينهما ، فحكم القيمة ما ذكرنا .

                                                                                                                                                                        وأما ضمان الجنينين ؛ فإن كانا رقيقين ؛ فعلى سيد كل واحدة مع نصف قيمة الأخرى نصف عشر قيمتها لنصف جنينها . وإن كانتا حاملين بحرين من شبهة ؛ فعلى كل سيد مع نصف قيمة الأخرى نصف غرة لجنين مستولدته ، ونصف غرة لجنين الأخرى . وإن كانتا حاملين بحرين من السيدين ؛ فنصف كل جنين هدر ؛ لأن المستولدة إذا جنت على نفسها وألقت جنينا ؛ كان هدرا ، وعلى كل واحد من السيدين نصف غرة جنين الأخرى ، وتصير الصورة من صور التقاص ؛ وإذا فضل لأحدهما شيء أخذه .

                                                                                                                                                                        وإن كانت إحداهما حاملا ؛ فألقت جنينها ميتا ؛ فنصف الغرة على سيد الحامل ؛ فإن كان للجنين أم أم وارثة ؛ فلها نصف سدس الغرة ، والباقي لسيد الحامل ، وعليه للجدة نصف سدس أيضا ليكمل لها سدس الغرة .

                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية