الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مطر مطر : المطر : الماء المنسكب من السحاب والمطر : ماء السحاب ، والجمع أمطار . ومطر : اسم رجل ؛ سمي به من حيث سمي غيثا ، قال : لامتك بنت مطر ، ما أنت وابنة مطر والمطر : فعل المطر ، وأكثر ما يجيء في الشعر وهو فيه أحسن ، والمطرة : الواحدة . ومطرتهم السماء تمطرهم مطرا وأمطرتهم : أصابتهم بالمطر ، وهو أقبحهما ، ومطرت السماء وأمطرها الله وقد مطرنا . وناس يقولون : مطرت السماء وأمطرت بمعنى . وأمطرهم الله مطرا أو عذابا ، ابن سيده : أمطرهم الله في العذاب خاصة كقوله تعالى : وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ، وقوله - عز وجل - : وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ؛ جعل الحجارة كالمطر لنزولها من السماء . ويوم ممطر وماطر ومطر : ذو مطر ؛ الأخيرة على النسب . [ ص: 91 ] ويوم مطير : ماطر . ومكان ممطور ومطير : أصابه مطر . وواد مطير : ممطور . وواد مطر ، بغير ياء : إذا كان ممطورا ، ومنه قوله : فواد خطاء وواد مطر وأرض مطير ومطيرة كذلك ؛ وقوله :

                                                          يصعد في الأحناء ذو عجرفية أحم حبركى مزحف متماطر

                                                          قال أبو حنيفة : المتماطر الذي يمطر ساعة ويكف أخرى . ابن شميل : من دعاء صبيان العرب إذا رأوا حالا للمطر : مطيرى . والممطر والممطرة : ثوب من صوف يلبس في المطر يتوقى به من المطر ؛ عن اللحياني . واستمطر الرجل ثوبه : لبسه في المطر . واستمطر الرجل أي : استكن من المطر . قالوا : وإنما سمي الممطر لأنه يستظل به الرجل ، وأنشد :

                                                          أكل يوم خلقي كالممطر     اليوم أضحى وغدا أظلل

                                                          واستمطر للسياط : صبر عليها . والاستمطار : الاستسقاء ؛ ومنه قول الفرزدق :

                                                          استمطروا من قريش كل منخدع

                                                          أي : سلوه أن يعطي كالمطر مثلا . ومكان مستمطر : محتاج إلى المطر وإن لم يمطر ؛ قال خفاف بن ندبة :

                                                          لم يكس من ورق مستمطر عودا

                                                          ويقال : نزل فلان بالمستمطر أي : في براز من الأرض منكشف ؛ قال الشاعر :

                                                          ويحل أحياء وراء بيوتنا     حذر الصباح ونحن بالمستمطر

                                                          ويقال : أراد بالمستمطر مهوى العادات ومخترقها . ويقال : لا تستمطر الخيل أي : لا تعرض لها . الفراء : إن تلك الفعلة من فلان مطرة أي : عادة ، بكسر الطاء . وقال ابن الأعرابي : ما زال على مطرة واحدة ومطرة واحدة ومطر واحد : إذا كان على رأي واحد لا يفارقه . وتلك منه مطرة أي : عادة ، ورجل مستمطر : طالب للخير ، وقال الليث : طالب خير من إنسان . ومطرني بخير : أصابني . وما أنا من حاجتي عندك بمستمطر أي : لا أطمع منك فيها ؛ عن ابن الأعرابي . ورجل مستمطر : إذا كان مخيلا للخير ؛ وقوله أنشده ابن الأعرابي :

                                                          وصاحب ، قلت له ، صالح      : إنك للخير لمستمطر

                                                          فسره فقال : معناه إنك صال به . قال أبو الحسن : وتلخيص ذلك إنك للخير مستمطر أي : مطمع . ومزر قربته ومطرها : إذا ملأها . وحكي عن مبتكر الكلابي : كلمت فلانا فأمطر واستمطر : إذا أطرق . وقال غيره : أمطر الرجل : عرق جبينه ، واستمطر : سكت . يقال : ما لك مستمطرا أي : ساكتا . ابن الأعرابي : المطرة القربة ؛ مسموع من العرب . ومطرت الطير وتمطرت : أسرعت في هويها . وتمطرت الخيل : ذهبت مسرعة . وجاءت متمطرة أي : جاءت مسرعة يسبق بعضها بعضا ، قال :

                                                          من المتمطرات بجانبيها     إذا ما بل محزمها الحميم

                                                          قال ثعلب : أراد أنها . . . من نشاطها إذا عرقت الخيل ، وقال رؤبة :

                                                          والطير تهوي في السماء مطرا

                                                          وفي شعر حسان :

                                                          تظل جيادنا متمطرات     يلطمهن بالخمر النساء

                                                          يقال : تمطر به فرسه : إذا جرى وأسرع . والمتمطر : فرس لبني سدوس ؛ صفة غالبة . ومطر في الأرض مطورا : ذهب ، وتمطر بهذا المعنى ؛ قال الشاعر :

                                                          كأنهن ، وقد صدرن من عرق     سيد تمطر جنح الليل مبلول

                                                          تمطر : أسرع في عدوه ، وقيل : تمطر برز للمطر وبرده . ومر الفرس يمطر مطرا ومطورا أي : أسرع ، والتمطر مثله ، قال لبيد يرثي قيس بن جزء في قتلى هوازن :

                                                          أتته المنايا فوق جرداء شطبة     تدف دفيف الطائر المتمطر

                                                          وراكبه متمطر أيضا . وذهب ثوبي وبعيري فلا أدري من مطر بهما أي : أخذهما . ومطرة الحوض : وسطه . والمطر : سنبول الذرة . ورجل ممطور : إذا كان كثير السواك طيب النكهة . وامرأة مطرة : كثيرة السواك عطرة طيبة الجرم ، وإن لم تطيب . والعرب تقول : خير النساء الخفرة العطرة المطرة ، وشرهن المذرة الوذرة القذرة ؛ تعني : بالوذرة الغليظة الشفتين أو التي ريحها ريح الوذر وهو اللحم ، قال ابن الأثير : والعطرة المطرة هي التي تتنظف بالماء ، أخذ من لفظ المطر كأنها مطرت فهي مطرة أي : صارت ممطورة مغسولة . ومطار ومطار ، بضم الميم وفتحها : موضع ؛ قال :

                                                          حتى إذا كان على مطار     يسراه واليمنى على الثرثار

                                                          ،

                                                          قالت له ريح الصبا : قرقار

                                                          قال علي بن حمزة : الرواية ( مطار ) بضم الميم ، قال : وقد يجوز أن يكون مطار مفعلا ومطار مفعلا ؛ وهو أسبق . التهذيب : ومطار موضع بين الدهناء والصمان . والماطرون : موضع آخر ؛ ومنه قوله : ولها بالماطرون ، إذا أكل النمل الذي جمعاوأبو مطر : من كناهم ؛ قال :

                                                          إذا الركاب عرفت أبا مطر     مشت رويدا وأسفت في الشجر

                                                          يقول : إن هذا حاد ضعيف السوق للإبل ، فإذا أحست به ترفقت في المشي وأخذت في الرعي ، وعدى أسفت ب ( في ) لأنه في معنى دخلت ، وقال :

                                                          أتطلب من أسود بئشة دونه     أبو مطر وعامر وأبو سعد ؟ ‏

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية