الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نجر

                                                          نجر : النجر والنجار والنجار : الأصل والحسب ، ويقال : النجر اللون ، قال الشاعر :

                                                          نجار كل إبل نجارها ، ونار إبل العالمين نارها [ ص: 197 ] هذه إبل مسروقة من آبال شتى وفيها من كل ضرب ولون وسمة ضرب . الجوهري : ومن أمثالهم في المخلط : كل نجار إبل نجارها أي فيه من كل لون من الأخلاق وليس له رأي يثبت عليه ; عن أبي عبيدة . وفي حديث علي : " واختلف النجر وتشتت الأمر " ، النجر : الطبع والأصل . ابن الأعرابي : النجر شكل الإنسان وهيئته ، قال الأخطل :


                                                          وبيضاء لا نجر النجاشي نجرها إذا التهبت منها القلائد والنحر

                                                          والنجر : القطع ، ومنه نجر النجار ، وقد نجر العود نجرا . التهذيب : الليث النجر عمل النجار ونحته ، والنجر نحت الخشبة ، نجرها ينجرها نجرا : نحتها . ونجارة العود : ما انتحت منه عند النجر . والنجار : صاحب النجر ، وحرفته النجارة . والنجران : الخشبة التي تدور فيها رجل الباب ، وأنشد :


                                                          صببت الماء في النجران صبا     تركت الباب ليس له صرير

                                                          ابن الأعرابي : يقال لأنف الباب الرتاج ، ولدرونده النجران ، ولمترسه القناح والنجاف ، وقال ابن دريد : هو الخشبة التي يدور فيها . والنوجر : الخشبة التي تكرب بها الأرض ، قال ابن دريد : لا أحسبها عربية محضة . والمنجور في بعض اللغات : المحالة التي يسنى عليها . والنجيرة : سقيفة من خشب ليس فيها قصب ولا غيره . ونجر الرجل ينجره نجرا إذا جمع يده ثم ضربه بالبرجمة الوسطى . الليث : نجرت فلانا بيدي ; وهو أن تضم من كفك برجمة الإصبع الوسطى ثم تضرب بها رأسه ، فضربكه النجر ، قال الأزهري : لم أسمعه لغيره والذي سمعناه نجرته إذا دفعته ضربا ، وقال ذو الرمة :


                                                          ينجرن في جانبيها وهي تنسلب

                                                          . وأصله الدق . ويقال للهاون : منجار . والنجيرة : بين الحسو وبين العصيدة ، قال : ويقال انجري لصبيانك ورعائك ، ويقال : ماء منجور أي مسخن ، ابن الأعرابي : هي العصيدة ثم النجيرة ثم الحسو . والنجيرة : لبن وطحين يخلطان ، وقيل : هو لبن حليب يجعل عليه سمن ، وقيل : هو ماء وطحين يطبخ . ونجرت الماء نجرا : أسخنته بالرضفة . والمنجرة : حجر محمى يسخن به الماء وذلك الماء نجيرة . ولأنجرن نجيرتك أي لأجزينك جزاءك ; عن ابن الأعرابي . والنجر والنجران : العطش وشدة الشرب ، وقيل : هو أن يمتلئ بطنه من الماء واللبن الحامض ولا يروى من الماء ، نجر نجرا ، فهو نجر . والنجر : أن تأكل الإبل والغنم بزور الصحراء فلا تروى . والنجر ، بالتحريك : عطش يأخذ الإبل فتشرب فلا تروى وتمرض عنه فتموت ، وهي إبل نجرى ونجارى ونجرة . الجوهري : النجر ، بالتحريك ، عطش يصيب الإبل والغنم عن أكل الحبة فلا تكاد تروى من الماء ، يقال : نجرت الإبل ومجرت أيضا ، قال أبو محمد الفقعسي :


                                                          حتى إذا ما اشتد لوبان النجر     ورشفت ماء الإضاء والغدر
                                                          ولاح للعين سهيل بسحر     كشعلة القابس ترمي بالشرر

                                                          يصف إبلا أصابها عطش شديد . واللوبان واللواب : شدة العطش . وسهيل : يجيء في آخر الصيف وإقبال البرد فتغلظ كروشها فلا تمسك الماء ولذلك يصيبها العطش الشديد . التهذيب : نجر ينجر نجرا إذا أكثر من شرب الماء ولم يكد يروى . قال يعقوب : وقد يصيب الإنسان ، ومنه شهر ناجر . وكل شهر ذي صميم الحر فاسمه ناجر ; لأن الإبل تنجر فيه ، أي يشتد عطشها حتى تيبس جلودها . وصفر كان في الجاهلية يقال له ناجر ، قال ذو الرمة :


                                                          صرى آجن يزوي له المرء وجهه     إذا ذاقه الظمآن في شهر ناجر

                                                          ابن سيده : والنجر الحر ، قال الشاعر :

                                                          ذهب الشتاء موليا هربا ، وأتتك واقدة من النجر وشهرا ناجر وآجر : أشد ما يكون من الحر ، ويزعم قوم أنهما حزيران وتموز ، قال : وهذا غلط ; إنما هو وقت طلوع نجمين من نجوم القيظ ، وأنشد عركة الأسدي :


                                                          تبرد ماء الشن في ليلة الصبا     وتسقيني الكركور في حر آجر

                                                          وقيل : كل شهر من شهور الصيف ناجر ، قال الحطيئة :


                                                          كنعاج وجرة ، ساقهن     إلى ظلال السدر ناجر

                                                          وناجر : رجب ، وقيل : صفر ; سمي بذلك لأن المال إذا ورد شرب الماء حتى ينجر ، أنشد ابن الأعرابي :


                                                          صبحناهم كأسا من الموت مرة     بناجر ، حتى اشتد حر الودائق

                                                          وقال بعضهم : إنما هو بناجر ، بفتح الجيم ، وجمعها نواجر . المفضل : كانت العرب تقول في الجاهلية للمحرم مؤتمر ، ولصفر ناجر ، ولربيع الأول خوان . والنجر : السوق الشديد . ورجل منجر أي شديد السوق للإبل . وفي حديث النجاشي : لما دخل عليه عمرو بن العاص والوفد قال لهم : نجروا ، أي سوقوا الكلام ، قال أبو موسى : والمشهور بالخاء ; وسيجيء . ونجر الإبل ينجرها نجرا : ساقها سوقا شديدا ، قال الشماخ :


                                                          جواب أرض منجر العشيات

                                                          قال ابن سيده : هكذا أنشده أبو عبيدة جواب أرض ، قال : والمعروف جواب ليل ، قال : وهو أقعد بالمعنى لأن الليل والعشي زمانان ، فأما الأرض فليست بزمان . ونجر المرأة نجرا : نكحها . والأنجر : مرساة السفينة ، فارسي ، في التهذيب : هو اسم عراقي ، وهو خشبات يخالف بينها وبين رءوسها وتشد أوساطها في موضع واحد ثم يفرغ بينها الرصاص المذاب فتصير كأنها صخرة ، ورءوسها الخشب ناتئة تشد بها الحبال وترسل في الماء فإذا رست رست السفينة فأقامت . ومن أمثالهم يقال : فلان أثقل من أنجرة . والإنجار : لغة في الإجار ، وهو السطح ، وقول الشاعر :


                                                          ركبت من قصد الطريق منجره

                                                          قال ابن سيده : فهو المقصد الذي لا يعدل ولا يجور عن الطريق . والمنجار : لعبة للصبيان يلعبون بها ، قال :

                                                          والورد يسعى بعصم في رحالهم [ ص: 198 ] كأنه لاعب يسعى بمنجار والنجير : حصن باليمن ، قال الأعشى :


                                                              وأبتعث العيس المراسيل تفتلي
                                                          مسافة ما بين النجير وصرخدا

                                                          وبنو النجار : قبيلة من العرب ، وبنو النجار : الأنصار ، قال حسان :

                                                          نشدت بني النجار أفعال والدي ، إذا العار لم يوجد له من يوارعه أي يناطقه ، ويروى : يوازعه . والنجيرة : نبت عجر قصير لا يطول . الجوهري : نجر أرض مكة والمدينة ، ونجران : بلد وهو من اليمن ، قال الأخطل :


                                                          مثل القنافذ هداجون قد بلغت     نجران ، أو بلغت سوآتهم هجر

                                                          قال : والقافية مرفوعة ، وإنما السوأة هي البالغة إلا أنه قلبها . وفي الحديث : أنه كفن في ثلاثة أثواب نجرانية ; هي منسوبة إلى نجران ، وهو موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن . وفي الحديث : قدم عليه نصارى نجران .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية