الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نشط

                                                          نشط : النشاط : ضد الكسل يكون ذلك في الإنسان والدابة ، نشط نشاطا ونشط إليه فهو نشيط ونشطه هو وأنشطه ، الأخيرة عن يعقوب . الليث : نشط الإنسان ينشط نشاطا فهو نشيط طيب النفس للعمل ، والنعت ناشط ، وتنشط لأمر كذا . وفي حديث عبادة : بايعت رسول الله على المنشط والمكره . المنشط مفعل من النشاط وهو الأمر الذي تنشط له وتخف إليه وتؤثر فعله وهو مصدر بمعنى النشاط . ورجل نشيط ومنشط : نشط دوابه وأهله . ورجل متنشط إذا كانت له دابة يركبها فإذا سئم الركوب نزل عنها . ورجل منتشط من الانتشاط إذا نزل عن دابته من طول الركوب ، ولا يقال ذلك للراجل . وأنشط القوم إذا كانت دوابهم نشيطة . ونشط الدابة : سمن . وأنشطه الكلأ : أسمنه . ويقال : سمن بأنشطة الكلأ أي بعقدته وإحكامه إياه ، وكلاهما من أنشوطة العقدة . ونشط من المكان ينشط : خرج ، وكذلك إذا قطع من بلد إلى بلد . والناشط : الثور الوحشي الذي يخرج من بلد إلى بلد أو من أرض إلى أرض ، قال أسامة الهذلي :


                                                          وإلا النعام وحفانه وطغيا مع اللهق الناشط

                                                          وكذلك الحمار ، وقال ذو الرمة :


                                                          أذاك أم نمش بالوشي أكرعه     مسفع الخد هاد ناشط شبب


                                                          ونشطت الإبل تنشط نشطا : مضت على هدى أو غير هدى . ويقال للناقة : حسن ما نشطت السير ، يعني سدو يديها في سيرها . الليث : طريق ناشط ينشط من الطريق الأعظم يمنة ويسرة . ويقال : نشط بهم الطريق . والناشط في قول الطرماح : الطريق . ونشط الطريق ينشط : خرج من الطريق الأعظم يمنة أو يسرة ، قال حميد :


                                                          معتزما بالطرق النواشط



                                                          وكذلك النواشط من المسايل . والأنشوطة : عقدة يسهل انحلالها مثل عقدة التكة . يقال : ما عقالك بأنشوطة أي ما مودتك بواهية ، وقيل : الأنشوطة عقدة تمد بأحد طرفيها فتنحل . والمؤرب الذي لا ينحل إذا مد حتى يحل حلا . وقد نشط الأنشوطة ينشطها نشطا ونشطها : عقدها وشدها ، وأنشطها حلها . ونشطت العقد إذا عقدته بأنشوطة . وأنشط البعير : حل أنشوطته . وأنشط العقال : مد أنشوطته فانحل . وأنشطت الحبل أي مددته حتى ينحل . ونشطت الحبل أنشطه نشطا : ربطته وإذا حللته فقد أنشطته ، ونشطه بالنشاط أي عقده . ويقال للآخذ بسرعة في أي عمل كان ، وللمريض إذا برأ ، وللمغشي عليه إذا أفاق ، وللمرسل في أمر يسرع فيه عزيمته : كأنما أنشط من عقال ، ونشط أي حل . وفي حديث السحر : فكأنما أنشط من عقال أي حل . قال ابن الأثير : وكثيرا ما يجيء في الرواية : كأنما نشط من عقال ، وليس بصحيح . ونشط الدلو من البئر ينشطها وينشطها نشطا : نزعها وجذبها من البئر صعدا بغير قامة ، وهي البكرة ، فإذا كان بقامة فهو المتح . وبئر أنشاط وإنشاط : لا تخرج منها الدلو حتى تنشط كثيرا . وقال الأصمعي : بئر أنشاط قريبة القعر ، وهي التي تخرج الدلو منها بجذبة واحدة . وبئر نشوط : وهي التي لا تخرج الدلو منها حتى تنشط كثيرا . قال ابن بري : في الغريب لأبي عبيد : بئر إنشاط ، بالكسر قال : وهو في الجمهرة بالفتح لا غير . وفي حديث عوف بن مالك : رأيت كأن سببا من السماء دلي فانتشط النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أعيد فانتشط أبو بكر رضي الله عنه أي جذب إلى السماء ورفع إليها . ومنه حديث أم سلمة : دخل علينا عمار رضي الله عنهما وكان أخاها من الرضاعة ، فنشط زينب من حجرها ، ويروى : فانتشط . ونشطه في جنبه ينشطه نشطا : طعنه ، وقيل : النشط الطعن أيا كان [ ص: 261 ] من الجسد . ونشطته الحية تنشطه وتنشطه نشطا وأنشطته : لدغته وعضته بأنيابها . وفي حديث أبي المنهال وذكر حيات النار وعقاربها ، فقال : وإن لها نشطا ولسبا . وفي رواية : أنشأن به نشطا أي لسعا بسرعة واختلاس ، وأنشأن بمعنى طفقن وأخذن . ونشطته شعوب نشطا مثل بذلك . وانتشط الشيء : اختلسه . قال شمر : انتشط المال المرعى والكلأ انتزعه بالأسنان كالاختلاس . ويقال : نشطت وانتشطت أي انتزعت . والنشيطة : ما يغنمه الغزاة في الطريق قبل البلوغ إلى الموضع الذي قصدوه . ابن سيده : النشيطة من الغنيمة ما أصاب الرئيس في الطريق قبل أن يصير إلى بيضة القوم ، قال عبد الله ابن عنمة الضبي :


                                                          لك المرباع منها والصفايا     وحكمك والنشيطة والفضول



                                                          يخاطب بسطام بن قيس . والمرباع : ربع الغنيمة يكون لرئيس القوم في الجاهلية دون أصحابه ، وله أيضا : الصفايا جمع صفي ، وهو ما يصطفيه لنفسه مثل السيف والفرس والجارية قبل القسمة مع الربع الذي له . واصطفى رسول الله سيف منبه بن الحجاج من بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ذا الفقار يوم بدر ، واصطفى جويرية بنت الحارث من بني المصطلق من خزاعة يوم المريسيع ، جعل صداقها عتقها وتزوجها ، واصطفى صفية بنت حيي ففعل بها مثل ذلك ، وللرئيس أيضا النشيطة مع الربع والصفي ، وهو ما انتشط من الغنائم ولم يوجفوا عليه بخيل ولا ركاب . وكانت للنبي خاصة ، وكان للرئيس أيضا الفضول مع الربع والصفي والنشيطة وهو ما فضل من القسمة مما لا تصح قسمته على عدد الغزاة كالبعير والفرس ونحوهما ، وذهبت الفضول في الإسلام . والنشيطة من الإبل : التي تؤخذ فتستاق من غير أن يعمد لها ، وقد انتشطوه والنشوط : كلام عراقي وهو سمك يمقر في ماء وملح . وانتشطت السمكة : قشرتها . والنشوط : ضرب من السمك وليس بالشبوط . وقال أبو عبيد في قوله - عز وجل - : والناشطات نشطا قال : هي النجوم تطلع ثم تغيب ، وقيل : يعني النجوم تنشط من برج إلى برج كالثور الناشط من بلد إلى بلد ، وقال ابن مسعود وابن عباس : إنها الملائكة ، وقال الفراء : هي الملائكة تنشط نفس المؤمن بقبضها ، وقال الزجاج : هي الملائكة تنشط الأرواح نشطا أي تنزعها نزعا كما تنزع الدلو من البئر . ونشطت الإبل تنشيطا إذا كانت ممنوعة من المرعى فأرسلتها ترعى ، وقالوا : أصلها من الأنشوطة إذا حلت ، وقال أبو النجم :


                                                          نشطها ذو لمة لم تقمل     صلب العصا جاف عن التعزل



                                                          أي أرسلها إلى مرعاها بعدما شربت . ابن الأعرابي : النشط ناقضو الحبال في وقت نكثها لتضفر ثانية . وتنشطت الناقة في سيرها : وذلك إذا شدت . وتنشطت الناقة الأرض : قطعتها ، قال :


                                                          تنشطته كل مغلاة الوهق



                                                          يقول : تناولته وأسرعت رجع يديها في سيرها . والمغلاة : البعيدة الخطو . والوهق : المباراة في السير . قال الأخفش : الحمار ينشط من بلد إلى بلد ، والهموم تنشط بصاحبها ، وقال هميان :


                                                          أمست همومي تنشط المناشطا‌‌     الشام بي طورا وطورا واسطا



                                                          ونشيط : اسم . وقولهم : لا حتى يرجع نشيط من مرو ، هو اسم رجل بنى لزياد دارا بالبصرة فهرب إلى مرو قبل إتمامها ، فكان زياد كلما قيل له : تمم دارك يقول : لا حتى يرجع نشيط من مرو ، فلم يرجع فصار مثلا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية