الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نكر

                                                          نكر : النكر والنكراء : الدهاء والفطنة . ورجل نكر ونكر ونكر ومنكر من قوم مناكير : داه فطن ، حكاه سيبويه . قال ابن جني : قلت لأبي علي في هذا ونحوه : أفنقول إن هذا لأنه قد جاء عنهم مفعل ومفعال في معنى واحد كثيرا ، نحو مذكر ومذكار ومؤنث ومئناث ومحمق ومحماق وغير ذلك ، فصار جمع أحدهما كجمع صاحبه ، فإذا جمع محمقا فكأنه جمع محماقا ، وكذلك مسم ومسام ، كما أن قولهم درع دلاص وأدرع دلاص وناقة هجان ونوق هجان كسر فيه فعال على فعال من حيث كان فعال وفعيل أختين ، كلتاهما من ذوات الثلاثة ، وفيه زائدة مدة ثالثة فكما كسروا فعيلا على فعال نحو ظريف وظراف وشريف وشراف كذلك كسروا فعالا على فعال ، فقالوا درع دلاص وأدرع دلاص ، وكذلك نظائره فقال أبو علي : فلست أدفع ذلك ولا آباه . وامرأة نكر ولم يقولوا منكرة ولا غيرها من تلك اللغات . التهذيب : وامرأة نكراء ورجل منكر داه ، ولا يقال للرجل أنكر بهذا المعنى . قال أبو منصور : ويقال : فلان ذو نكراء : إذا كان داهيا عاقلا . وجماعة المنكر من الرجال : منكرون ومن غير ذلك يجمع أيضا بالمناكير ، وقال الأقيبل القيني :


                                                          مستقبلا صحفا ‌تدمى طوابعها وفي الصحائف حيات مناكير



                                                          الإنكار : الجحود . والمناكرة : المحاربة . وناكره أي قاتله ؛ لأن كل واحد من المتحاربين يناكر الآخر أي يداهيه ويخادعه . يقال : فلان يناكر فلانا ، وبينهما مناكرة أي معاداة وقتال . وقال أبو سفيان بن حرب : إن محمدا لم يناكر أحدا إلا كانت معه الأهوال ، أي لم يحارب إلا كان منصورا بالرعب . وقوله تعالى : إن أنكر الأصوات لصوت الحمير قال : أقبح الأصوات . ابن سيده : والنكر والنكر الأمر الشديد . الليث : الدهاء والنكر نعت للأمر الشديد والرجل الداهي ، تقول : فعله من نكره ونكارته . وفي حديث معاوية ، رضي الله عنه : إني لأكره النكارة في الرجل يعني الدهاء . والنكارة : الدهاء ، وكذلك النكر ، بالضم . يقال للرجل إذا كان فطنا منكرا : ما أشد نكره ونكره أيضا ، بالفتح . وقد نكر الأمر ، بالضم ، أي صعب واشتد . وفي حديث أبي وائل وذكر أبا موسى فقال : ما كان أنكره أي أدهاه ، من النكر ، بالضم ، وهو الدهاء والأمر المنكر . وفي حديث بعضهم : كنت لي أشد نكرة ، النكرة ، بالتحريك : الاسم من الإنكار كالنفقة من الإنفاق ، قال : والنكرة إنكارك الشيء وهو نقيض المعرفة . والنكرة : خلاف المعرفة . ونكر الأمر نكيرا وأنكره إنكارا ونكرا : جهله ؛ عن كراع . قال ابن سيده : والصحيح أن الإنكار المصدر والنكر الاسم . ويقال : أنكرت الشيء وأنا أنكره إنكارا ونكرته مثله ، قال الأعشى :


                                                          وأنكرتني ، وما كان الذي نكرت من     الحوادث إلا الشيب والصلعا


                                                          وفي التنزيل العزيز : نكرهم وأوجس منهم خيفة الليث : ولا يستعمل نكر في غابر ولا أمر ولا نهي . الجوهري : نكرت الرجل ، بالكسر ، نكرا ونكورا وأنكرته واستنكرته كله بمعنى . ابن سيده : [ ص: 353 ] واستنكره وتناكره ، كلاهما ، كنكره . قال : ومن كلام ابن جني : الذي رأى الأخفش في البطي من أن المبقاة إنما هي الياء الأولى حسن لأنك لا تتناكر الياء الأولى إذا كان الوزن قابلا لها . والإنكار : الاستفهام عما ينكره ، وذلك إذا أنكرت أن تثبت رأي السائل على ما ذكر أو تنكر أن يكون رأيه على خلاف ما ذكر ، وذلك كقوله : ضربت زيدا ، فتقول منكرا لقوله : أزيدنيه ؟ ومررت بزيد ، فتقول : أزيدنيه ؟ ويقول : جاءني زيد ، فتقول : أزيدنيه ؟ قال سيبويه : صارت هذه الزيادة علما لهذا المعنى كعلم الندبة ، قال : وتحركت النون ؛ لأنها كانت ساكنة ولا يسكن حرفان . التهذيب : والاستنكار استفهامك أمرا تنكره واللازم من فعل النكر المنكر نكر نكارة . والمنكر من الأمر : خلاف المعروف وقد تكرر في الحديث الإنكار والمنكر ، وهو ضد المعروف ، وكل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه فهو منكر ، ونكره ينكره نكرا ، فهو منكور واستنكره فهو مستنكر ، والجمع مناكير ؛ عن سيبويه . قال أبو الحسن : وإنما أذكر مثل هذا الجمع لأن حكم مثله أن الجمع بالواو والنون في المذكر وبالألف والتاء في المؤنث . والنكر والنكراء ، ممدود : المنكر . وفي التنزيل العزيز : لقد جئت شيئا نكرا قال : وقد يحرك ، مثل عسر وعسر ، قال الشاعر عبيد بن همام للأسود بن يعفر :


                                                          أتوني فلم أرض ما بيتوا     وكانوا أتوني بشيء نكر لأنكح أيمهم منذرا
                                                          وهل ينكح العبد حر لحر



                                                          ورجل نكر ونكر أي داه منكر ، وكذلك الذي ينكر المنكر ، وجمعهما أنكار . مثل عضد وأعضاد وكبد وأكباد . والتنكر : التغير ، زاد التهذيب : عن حال تسرك إلى حال تكرهها منه . والنكير : اسم الإنكار الذي معناه التغيير . وفي التنزيل العزيز : فكيف كان نكير ؛ أي إنكاري . وقد نكره فتنكر أي غيره فتغير إلى مجهول . والنكير والإنكار : تغيير المنكر . والنكرة : ما يخرج من الحولاء والخراج من دم أو قيح كالصديد ، وكذلك من الزحير . يقال : أسهل فلان نكرة ودما ، وليس له فعل مشتق . والتناكر : التجاهل . وطريق ينكور : على غير قصد . ومنكر ونكير اسما ملكين مفعل وفعيل ، قال ابن سيده : منكر ونكير فتانا القبور . وناكور : اسم . وابن نكرة : رجل من تيم كان من مدركي الخيل السوابق ؛ عن ابن الأعرابي . وبنو نكرة : بطن من العرب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية