الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نمم

                                                          نمم : النم : التوريش والإغراء ، ورفع الحديث على وجه الإشاعة والإفساد ، وقيل : تزيين الكلام بالكذب ، والفعل نم ينم وينم ، والأصل الضم ، ونم به وعليه نما ونميمة ونميما وقيل : النميم جمع نميمة بعد أن يكون اسما . التهذيب : النميمة والنميم هما الاسم ، والنعت نمام ؛ وأنشد ثعلب في تعدية نم بعلى :


                                                          ونم عليك الكاشحون وقبل ذا عليك الهوى قد نم لو نفع النم



                                                          ورجل نموم ونمام ومنم ونم أي قتات من قوم نمين وأنماء ونم ، وصرح اللحياني بأن نما جمع نموم ، وهو القياس ، وامرأة نمة . قال أبو بكر : قال أبو العباس النمام معناه في كلام العرب الذي لا يمسك الأحاديث ولم يحفظها ، من قولهم جلود نمة إذا كانت لا تمسك الماء . يقال : نم فلان ينم نما إذا ضيع الأحاديث ولم يحفظها ؛ وأنشد الفراء :


                                                          بكت من حديث نمه وأشاعه     ولصقه واش من القوم واضع



                                                          ويقال للنمام : القتات ، يقال : قت إذا مشى بالنميمة . ويقال للنمام قساس ودراج وغماز وهماز ومائس وممآس ، وقد ماس من القوم ونمل . الجوهري : نم الحديث ينمه وينمه نما أي قته ، والاسم النميمة ، وقد تكرر في الحديث ذكر النميمة ، وهو نقل الحديث من قوم إلى قوم على جهة الإفساد والشر . ونم الحديث : نقله . ونم الحديث : إذا ظهر فهو متعد ولازم . والنميمة : صوت الكتابة والكتابة ، وقيل : هو وسواس همس الكلام ، قال أبو ذؤيب :


                                                          فشربن ثم سمعن حسا دونه     شرف الحجاب ، وريب قرع يقرع
                                                          ونميمة من قانص متلبب     في كفه جشء أجش وأقطع



                                                          قال الأصمعي : معناه أنه سمع ما نم على القانص . وقال غيره : النميمة الصوت الخفي من حركة شيء أو وطء قدم ، وقال الأصمعي : أراد به صوت وتر أو ريحا استروحته الحمر ، وأنكر : وهماهما من قانص ، قال : ؛ لأنه أشد ختلا في القنيص من أن يهمهم للوحش ، ألا ترى لقول رؤبة :


                                                          فبات والنفس من الحرص الفشق     في الزرب لو يمضع شربا ما بصق



                                                          والفشق : الانتشار . والنامة : حياة النفس . وفي الحديث : لا تمثلوا بنامة الله . أي بخلق الله ، ونامية الله أيضا هذه الأخيرة على البدل . والنميمة : الهمس والحركة . وأسكت الله نامته أي جرسه ، وما ينم عليه من حركته ، قال : وقد يهمز فيجعل من النئيم . وسمعت نامته ونمته أي حسه ، والأعرف في ذلك نأمته . ونم الشيء : سطعت رائحته . والنمام : نبت طيب الريح ، صفة غالبة . ونمنمت الريح التراب : خطته وتركت عليه أثرا شبه الكتابة ، وهو النمنم والنمنيم ، قال ذو الرمة :


                                                          فيفا عليها لذيل الريح نمنيم



                                                          والنمنمة : خطوط متقاربة قصار شبه ما تنمنم الريح دقاق التراب ، ولكل وشي نمنمة . وكتاب منمنم : منقش . ونمنم الشيء نمنمة أي رقشه وزخرفه . وثوب منمنم : مرقوم موشى . والنمنم والنمنم : [ ص: 363 ] البياض الذي على أظفار الأحداث ، واحدته نمنمة ، بالكسر ، ونمنمة ، قال رؤبة يصف قوسا رصع مقبضها بسيور منمنمة :


                                                          رصعا كساها شية نميما



                                                          أي نقشها . ابن الأعرابي : النمة اللمعة من بياض في سواد ، وسواد في بياض . والنمة : القملة . وفي حديث سويد بن غفلة : أتي بناقة منمنمة أي سمينة ملتفة . والنبت المنمنم : الملتف المجتمع . والنمة : النملة في بعض اللغات . والنمي : فلوس الرصاص ، رومية ، قال أوس بن حجر :


                                                          وقارفت ، وهي لم تجرب ، وباع لها     من الفصافص بالنمي ، سفسير



                                                          واحدته نمية ، ونسب الجوهري هذا البيت للنابغة يصف فرسا . والنمي : الصنجة . والنمي : العيب ؛ عن ثعلب ؛ وأنشد لمسكين الدارمي :


                                                          ولو شئت أبديت نميهم     وأدخلت تحت الثياب الإبر



                                                          قال ابن بري : قال الوزير المغربي أراد بالنمي هنا العيب وأصله الرصاص ، جعله في العيب بمنزلة الرصاص في الفضة . التهذيب : النمي الفلس بالرومية ، بالضم . وقال بعضهم : ما كان من الدراهم فيه رصاص أو نحاس فهو نمي ، قال : وكانت بالحيرة على عهد النعمان بن المنذر . وما بها نمي أي ما بها أحد . والنمية : الطبيعة ، قال الطرماح :


                                                          بلا خدب ولا خور ، إذا ما     بدت نمية الخدب النفاة



                                                          ونمي الرجل : نحاسه وطبعه ، قال أبو وجزة :


                                                          ولولا غيره لكشفت عنه     وعن نمية الطبع اللعين



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية