الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ميد

                                                          ميد : ماد الشيء يميد : زاغ وزكا ، ومدته وأمدته : أعطيته . وامتاده : طلب أن يميده . وماد أهله إذا غارهم ومارهم . وماد إذا تجر ، وماد : أفضل . والمائدة : الطعام نفسه وإن لم يكن هناك خوان ; مشتق من ذلك ، وقيل : هي نفس الخوان ، قال الفارسي : لا تسمى مائدة حتى يكون عليها طعام وإلا فهي خوان ، قال أبو عبيدة : وفي التنزيل العزيز : أنزل علينا مائدة من السماء ، المائدة في المعنى مفعولة ولفظها فاعلة ، وهي مثل عيشة راضية بمعنى مرضية ، وقيل : إن المائدة من العطاء . والممتاد : المطلوب منه العطاء مفتعل ، وأنشد لرؤبة :


                                                          تهدى رءوس المترفين الأنداد إلى أمير المؤمنين الممتاد

                                                          أي المتفضل على الناس ، وهو المستعطى المسئول ، ومنه المائدة ; وهي خوان عليه طعام . وماد زيد عمرا إذا أعطاه . وقال أبو إسحاق : الأصل عندي في مائدة أنها فاعلة من ماد يميد إذا تحرك فكأنها تميد بما عليها أي تتحرك ، وقال أبو عبيدة : سميت المائدة لأنها ميد بها صاحبها أي أعطيها وتفضل عليه بها . والعرب تقول : مادني فلان يميدني إذا أحسن إلي ، قال الجرمي : يقال مائدة وميدة ، وأنشد :


                                                          وميدة كثيرة الألوان     تصنع للإخوان والجيران

                                                          ومادهم يميدهم إذا زادهم وإنما سميت المائدة مائدة لأنه يزاد عليها . والمائدة : الدائرة من الأرض . وماد الشيء يميد ميدا : تحرك ومال . وفي الحديث : " لما خلق الله الأرض جعلت تميد فأرساها بالجبال " . وفي حديث ابن عباس : فدحا الله الأرض من تحتها فمادت . وفي حديث علي فسكنت من الميدان برسوب الجبال ، وهو بفتح الياء ، مصدر ماد يميد . وفي حديثه أيضا يذم الدنيا : فهي الحيود الميود ، فعول منه . وماد السراب : اضطرب . وماد ميدا : تمايل . وماد يميد إذا تثنى وتبختر . ومادت الأغصان : تمايلت . وغصن مائد ومياد : مائل . والميد : ما يصيب من الحيرة عن السكر أو الغثيان أو ركوب البحر ، وقد ماد ، فهو مائد ، من قوم ميدى كرائب وروبى . لهيثم : المائد الذي يركب البحر فتغثي نفسه من نتن ماء البحر حتى يدار به ، ويكاد يغشى عليه فيقال : ماد به البحر يميد به ميدا . وقال أبو العباس في قوله : أن تميد بكم فقال : تحرك بكم وتزلزل . قال الفراء : سمعت العرب تقول : الميدى الذين أصابهم الميد من الدوار . وفي حديث أم حرام : " المائد في البحر له أجر شهيد " ; هو الذي يدار برأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأمواج . الأزهري : ومن المقلوب الموائد والمآود الدواهي . ومادت الحنظلة تميد : أصابها ندى أو بلل فتغيرت ، وكذلك التمر . وفعلته ميد ذاك أي من أجله ولم يسمع من ميدى ذلك . وميد : بمعنى غير أيضا ، وقيل : هي بمعنى على كما تقدم في بيد . قال ابن سيده : وعسى ميمه أن تكون بدلا من باء بيد لأنها أشهر . وفي ترجمة مأد يقال للجارية التارة : إنها لمأدة الشباب ، وأنشد أبو عبيد :


                                                          الشباب عيشها المخرفجا

                                                          غير مهموز . وميداء الطريق : سننه . وبنوا بيوتهم على ميداء واحد أي على طريقة واحدة ، قال رؤبة :


                                                          إذا ارتمى لم يدر ما ميداؤه

                                                          ويقال : لم أدر ما ميداء ذلك أي لم أدر ما مبلغه وقياسه ، وكذلك ميتاؤه ، أي لم أدر ما قدر جانبيه وبعده ، وأنشد :


                                                          إذا اضطم ميداء الطريق عليهما     مضت قدما موج الجبال زهوق

                                                          ويروى ميتاء الطريق . والزهوق : المتقدمة من النوق . قال ابن سيده : وإنما حملنا ميداء وقضينا بأنها ياء على ظاهر اللفظ مع عدم ( م ود ) ) . وداري بميدى داره ; مفتوح الميم مقصور ، أي بحذائها ; عن يعقوب . وميادة : اسم امرأة . وابن ميادة : شاعر ، وزعموا أنه كان يضرب خصري أمه ويقول :


                                                          اعرنزمي مياد للقوافي

                                                          والميدان : واحد الميادين ، وقول ابن أحمر :


                                                          . . . . . . . . . . . وصادفت     نعيما وميدانا من العيش أخضرا

                                                          يعني به ناعما . ومادهم يميدهم : لغة في مارهم من الميرة ، والممتاد مفتعل ، منه ، ومائد في شعر أبي ذؤيب :


                                                          يمانية ، أحيا لها ، مظ مائد     وآل قراس ، صوب أرمية كحل

                                                          اسم جبل . والمظ : رمان البر . وقراس : جبل بارد مأخوذ من القرس ، وهو البرد : وآله : ما حوله ; وهي أجبل باردة . وأرمية : جمع رمي ، وهي السحابة العظيمة القطر ، ويروى : صوب أسقية ، جمع سقي ، وهي بمعنى أرمية . قال ابن بري : صواب إنشاده مأبد ، [ ص: 157 ] بالباء المعجمة بواحدة ; وقد ذكر في مبد . وميد : لغة في بيد بمعنى غير ، وقيل : معناهما على أن ، وفي الحديث : أنا أفصح العرب ميد أني من قريش ونشأت في بني سعد بن بكر ، وفسره بعضهم : من أجل أني ، وفي الحديث : نحن الآخرون السابقون ميد أنا أوتينا الكتاب من بعدهم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية