الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        الإنتاجية الاقتصادية للعنصر البشري في العالم الإسلامي

        تعبر إنتاجية الفرد عن مدى مساهمته في الناتج القومي للمجتمع، ينطبق ذلك على جميع القطاعات: القطاع الزراعي، والقطاع الصناعي، وقطاع الخدمات. ويمكن أن يعبر عن هـذا بطريقة أخرى على النحو الآتي:

        - مساهمة الفرد في الاقتصاد تقاس بإنتاجيته.

        - إنتاجية الفرد يمكن أن تقاس بمتوسط دخل الفرد.

        وسوف نحاول أن نتعرف على إنتاجية العنصر البشري في الدول الإسلامية، وذلك مقارنة بنظيرتها في الدول المتقدمة. البيانات المتعلقة بذلك يعرضها الجدولان 1،2 في الملحق الإحصائي. نستخلص من هـذه البينات النتائج التالية:

        1- دول منظمة المؤتمر الإسلامي في 1994م يبلغ عددها (51) دولة، منها عشر دول تجاوز فيها متوسط دخل الفرد ألف دولار في السنة (جدول 1) . وإذا أردنا أن نتعرف على المعنى الاقتصادي لذلك نقارنه بمتوسط دخل الفرد في مجموعة البلاد المتقدمة (جدول 2) ، حيث نجد أن أقل دخل في هـذه المجموعة هـو دخل فرنسا وهو (23420) دولارا في السنة، أي أنه أكثر [ ص: 106 ] بثلاث وعشرين مرة من متوسط دخل الفرد في المجموعة الأعلى للدول الإسلامية. حالة العالم الإسلامي تصبح أكثر سوءا عندما نقارن الدول العشر القمة بأعلى متوسط دخل للفرد في مجموعة البلاد المتقدمة، وهي حالة سويسرا (37930) دولارا في السنة، أي أنه حوالي (38) مرة لمتوسط دخل الفرد في المجموعة القمة في الدول الإسلامية.

        متوسط دخل الفرد تعبير عن إنتاجيته. وعلى هـذا النحو تكون الإنتاجية شديدة الانخفاض للعنصر البشري في العالم الإسلامي.

        2- في العالم الإسلامي، خمس عشرة دولة متوسط دخل الفرد فيها أقل من (500) دولار سنويا.. وإذا قورن هـذا الدخل بنظيره في البلاد المتقدمة فإنه يعطي النتيجة التالية: متوسط دخل الفرد الأدنى في مجموعة البلاد المتقدمة يبلغ حوالي خمسين ضعفا لنظيره في (15) دولة إسلامية.

        إذا كانت المقارنة مع متوسط دخل الفرد الأعلى في مجموعة البلاد المتقدمة فإنه يتبين أنه يبلغ حوالي 76 ضعفا لنظيره في البلاد الإسلامية الأسوأ دخلا. نذكر مرة ثانية أن هـذا يعبر عن إنتاجية الفرد، أي عن مساهمته في الناتج القومي.

        3- يبين الجدول (1) أنه لم يمكن الحصول على بيانات عن متوسط دخل الفرد في (17) سبع عشرة دولة إسلامية، ويعني ذلك أنه في حالة الحصول على بيانات عنها فإن عدد الدول الأسوأ دخلا في العالم الإسلامي قد يكون أكثر من خمس عشرة دولة. [ ص: 107 ]

        4- من بين دول منظمة المؤتمر الإسلامي، توجد عشر دول متوسط دخل الفرد (300) ثلاثمائة دولار فأقل، يعني هـذا أن إنتاجية الفرد في هـذه المجموعة من البلاد الإسلامية هـي 1% من نظيرتها في الدولة القمة في مجموعة البلاد المتقدمة. نعيد القول مرة أخرى: إن هـذا يعبر عن إنتاجية الفرد، أي عن مساهمته في الناتج القومي.

        النتيجة:

        كشفت الدراسة المقارنة لمتوسط دخل الفرد في البلاد الإسلامية، وبالتالي الإنتاجية الاقتصادية للعنصر البشري، عن انخفاض شديد، وذلك بالمقارنة مع مجموعة الدول المتقدمة.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية