الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        المبحث الأول: التفاؤلية والتشاؤمية في دراسة الموارد الاقتصادية

        1- التشاؤمية في الاقتصاد العلماني

        التحليل الاقتصادي، اكتسب به علم الاقتصاد العلماني ما أسميه (التشاؤمية ) . يعكس هـذا الأساس ما تعارفنا عليه من أن علم الاقتصاد علم تشاؤمي. والسؤال الذي نطرحه هـو: كيف قاد التحليل علم الاقتصاد العلماني إلى التشاؤمية؟ المعتقدات الاقتصادية تتضمن أربعة عناصر تشاؤمية هـي التي قادت إلى صفة التشاؤمية العامة. [ ص: 125 ]

        العنصر الأول:

        هو فشل تناسق المصالح. كان سميث متفائلا بشأن تناسق المصالح بين الطبقات الاجتماعية، ولكن هـذا الاتجاه التفاؤلي غاب في الاقتصاد، وترك مكانه لتحليل ريكاردو الذي كان متشائما بشأن مستقبل تناسق المصالح الاجتماعية [1]

        وأصبح تحليل ريكاردو يمثل المعتقد الاقتصادي، وهكذا قاد تحليله الاقتصاد العلماني إلى العنصر الأول من عناصر التشاؤمية.

        العنصر الثاني:

        هو حتمية اتجاه النظام إلى الأزمة الذي يكون مسببا عن الاتجاه المتناقص للأرباح. يعني هـذا أن الأزمة أصبحت هـي الاتجاه الحتمي للنظام الاقتصادي. وهكذا اكتسب علم الاقتصاد عنصرا آخر من عناصر التشاؤمية.

        العنصر الثالث:

        من عناصر التشاؤمية قاد إليه تحليل مالتس في نظرية السكان. نظرية مالتس في السكان بما تتضمنه من موانع إيجابية ووقائية (حروب ومجاعات وأوبئة ) تعتبر قمة في التشاؤم حول مستقبل المجتمع والنوع الإنساني ككل. يتمثل العنصر الرابع والأخير من عناصر التشاؤمية في الندرة. إن التعاريف المختلفة لعلم الاقتصاد العلماني تدور كلها حول معنى واحد هـو الندرة، وتصبح الندرة لهذا هـي موضوعه، بمعنى أن علم الاقتصاد هـو العلم الذي يبحث في إدارة الموارد المحدودة والمتعددة الاستعمالات لتشبع الحاجات الإنسانية المتجددة واللانهائية، أي أنه علم يبحث ندرة الموارد. [ ص: 126 ]

        بهذه العناصر الأربعة اكتملت دائرة التشاؤمية في علم الاقتصاد العلماني. يمثل العنصر الأول تشاؤما حول تناسق المصالح بين طبقات المجتمع وبينها وبين الدولة، ويمثل العنصر الثاني تشاؤما حول المستقبل الاقتصادي للنظام، ويمثل العنصر الثالث تشاؤما حول مستقبل النوع الإنساني، ويمثل العنصر الأخير السبب والنتيجة للعناصر السابقة. ذلك أن ندرة الموارد الاقتصادية يمكن أن نعتبرها من وجه سببا لهذه العناصر، ويمكن أن نعتبرها من الوجه الآخر نتيجة لتشاؤميتها.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية