الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        بعض مؤشرات الصحة في العالم الإسلامي

        1- العنصر البشري له خصوصية معيـنة باعتباره أحد عوامل الإنـتاج، إنه يحتاج إلى نوع خاص من الاستثمارات التي تسمى الاستثمارات الاجتمـاعية، ومن صـورها الاستثمارات في الرعاية الصحية. من المسلم به أن الرعاية الصحية مطلوبة للإنسان باعتباره إنسانا، هـذا قبل الاعتبارات الاقتصـادية بل فوق الاعتـبارات الاقتـصادية. ولكن باعتـبار هـذه الدراسة في الاقتصـاد فإنه ربطـت الرعـاية الصحيـة بالعـنصر البـشـري باعتباره أحد عوامل الإنتاج.

        2- يبين الجدول (3) بالملحق الإحصائي مؤشرات الصحة لدول العالم الإسلامي، وقد اختيرت ثلاثة مؤشرات: الرعاية الصحية، والمياه المأمونة، [ ص: 108 ] والصرف الصحي. تحليل البيانات الواردة بالجدول تعطي النتائج التالية:

        أ- أكثر من 50% من دول العالم الإسلامي لا تتوافر عنه بيانات مؤشرات الصحة الثـلاثة. والمقصـود بعدم تـوافـر البيـانات إما أنها لا تتوافر كلية عن المؤشرات الثلاثة أو لا تتوافر عن بعض المؤشرات. وعدم توافر بيانات عن هـذه المؤشرات يعتبر نتيـجة سلبـية للغـاية، وذلك لأن التفسير المحتمل هـو أن هـذه الدول امتنعت عن أن تعطي بيانات عن مؤشرات الصحة بها لأنها سيئة، وقد تكون سيئة للغاية. وينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أن هـذه البيانات صادرة عن البنك الدولي، وهو منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة.

        ب- مقارنة المؤشرات للدولة بعضها ببعض يكشف عن تفاوتات واضحة، فقد يكون مؤشر الرعاية الصحية مرتفعا بينما مؤشر المياه المأمونة أو الصرف الصحي منخفضا، مع ملاحظة أن هـذه المؤشرات الثلاثة تتفاعل معا، وهذا يعني أنها يجب أن تكون نسبها متقاربة. وهذا مظهر سلبي آخر لمؤشرات الصحة في بعض الدول الإسلامية.

        جـ- مقارنة مؤشرات الصحة في العالم الإسلامي بمثيلاتها في بعض الدول المتقدمة يكشف عن تخلف العالم الإسلامي في هـذا الصدد. تتم هـذه المقارنة بمقابلة بيانات الجدولين (3، 4) بالملحق الإحصائي. في داخل هـذه المقارنة تظهر بعض الحقائق الخطيرة: الرعاية الصحية في بعض الدول الإسلامية أقل من نصف ما هـي عليه في الدول المتقدمة موضع المقارنة.. [ ص: 109 ]

        الموقف بالنسبة للمياه المأمونة والصرف الصحي أسوأ بكثير مما عليه حال الرعاية الصحية.

        النتيجة:

        الاستثمارات الاجتماعية اللازمة للعنصر البشري في الدول الإسلامية والتي تظهرها بيانات الجدول (3) منخفضة، وفي بعض الدول الإسلامية منخفضة انخفاضا شديدا. ولا شك أن هـذا يعكس نفسه في العنصر البشرى باعتباره عاملا من عوامل الإنتاج، وهذا بدوره يعكس نفسه في قيمة العمل في البلاد الإسلامية.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية