الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نهج

                                                          نهج : طريق نهج : بين واضح وهو النهج ، قال أبو كبير :

                                                          فأجزته بأفل تحسب أثره نهجا أبان بذي فريغ مخرف

                                                          والجمع نهجات ونهج ونهوج ، قال أبو ذؤيب :

                                                          به رجمات بينهن مخارم نهوج ، كلبات الهجائن فيح

                                                          وطرق نهجة وسبيل منهج : كنهج . ومنهج الطريق : وضحه . والمنهاج : كالمنهج . وفي التنزيل : لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا . وأنهج الطريق : وضح واستبان وصار نهجا واضحا بينا ، قال يزيد بن الخذاق العبدي :

                                                          ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت سبل المكارم والهدى تعدي

                                                          أي تعين وتقوي . والمنهاج : الطريق الواضح . واستنهج الطريق : صار نهجا . وفي حديث العباس : لم يمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ترككم على طريق ناهجة ، أي واضحة بينة . ونهجت الطريق : أبنته وأوضحته . يقال : اعمل على ما نهجته لك . ونهجت الطريق : سلكته . وفلان يستنهج سبيل فلان أي يسلك مسلكه . والنهج : الطريق المستقيم . ونهج الأمر وأنهج ، لغتان ، إذا وضح . والنهجة : الربو يعلو الإنسان والدابة ، قال الليث : ولم أسمع منه [ ص: 366 ] فعلا . وقال غيره : أنهج ينهج إنهاجا ، ونهجت أنهج نهجا ، ونهج الرجل نهجا ، وأنهج : إذا انبهر حتى يقع عليه النفس من البهر ، وأنهجه غيره . يقال : فلان ينهج في النفس ، فما أدري ما أنهجه . وأنهجت الدابة : سرت عليها حتى انبهرت . وفي حديث قدوم المستضعفين بمكة : فنهج بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قضى . النهج ، بالتحريك ، والنهيج : الربو وتواتر النفس من شدة الحركة ، وأفعل متعد . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : فضربه حتى أنهج ، أي وقع عليه الربو ، يعني عمر . وفي حديث عائشة : فقادني وإني لأنهج . وفي الحديث : أنه رأى رجلا ينهج ، أي يربو من السمن ويلهث . وأنهجت الدابة : صارت كذلك . وضربه حتى أنهج أي انبسط ، وقيل : بكى . ونهج الثوب ونهج ، فهو نهج وأنهج : بلي ولم يتشقق ، وأنهجه البلى ، فهو منهج ، وقال ابن الأعرابي : أنهج فيه البلى : استطار ؛ وأنشد :

                                                          كالثوب أنهج فيه البلى ، أعيا على ذي الحيلة الصانع

                                                          ولا يقال : نهج الثوب ولكن نهج . وأنهجت الثوب ، فهو منهج أي أخلقته . أبو عبيد : المنهج : الثوب الذي أسرع فيه البلى . الجوهري : أنهج الثوب : إذا أخذ في البلى ، قال عبد بني الحسحاس :

                                                          فما زال بردي طيبا من ثيابها إلى الحول ، حتى أنهج البرد باليا

                                                          وفي شعر مازن :


                                                          حتى آذن الجسم بالنهج



                                                          وقد نهج الثوب والجسم : إذا بلي . وأنهجه البلى : إذا أخلقه . الأزهري : نهج الإنسان والكلب : إذا ربا وانبهر ينهج نهجا . قال ابن بزرج : طردت الدابة حتى نهجت ، فهي ناهج ، في شدة نفسها ، وأنهجتها أنا فهي منهجة . ابن شميل : إن الكلب لينهج من الحر ، وقد نهج نهجة . وقال غيره : نهج الفرس حين أنهجته أي ربا حين صيرته إلى ذلك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية