الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=6807 ( وفي ) الجعل ( الفاسد ) لفقد شرط من شروطه ( جعل المثل ) إن تم العمل ردا له إلى صحيح نفسه فإن لم يتم فلا شيء له ( إلا بجعل مطلقا ) أي إلا أن يجعل له الجعل مطلقا تم العمل أم لا ( فأجرته ) أي أجرة المثل ، وإن لم يأت به والله أعلم
( قوله : جعل المثل ) هذا هو المعتمد وقيل له أجرة مثله سواء تمم العمل أم لا ردا له إلى صحيح أصله وهو الإجارة وأنما كانت أصلا له ; لأنهم اشترطوا في عاقدي الجعل ما اشترطوه في عاقدي الإجارة . ( قوله : ردا إلى صحيح نفسه ) الأولى تأخيره عن قوله : وإن لم يتم العمل فلا شيء له لأجل أن يكون قوله : ردا له إلخ راجعا للأمرين . ( قوله : إلا بجعل مطلقا ) أي إلا أن يكون الفاسد ملتبسا بجعل أي بعوض مطلقا كما إذا nindex.php?page=treesubj&link=6881_6751_6809قال إن أتيتني بعبدي الآبق فلك كذا ، وإن لم تأت به فلك كذا فأجرة المثل ، وإن لم يأت به ، وإنما كان ما يأخذه العامل أجرة عند جعل العوض له مطلقا لا جعلا ; لأن هذا العوض [ ص: 66 ] الذي يأخذه عند عدم الإتيان به ليس جعلا حقيقة بل نفقة بخلاف ما يأخذه عند الإتيان به فإنه جعل حقيقة فغلبت حالة عدم الإتيان به على حالة الإتيان به إذ ليس العوض فيها جعلا حقيقة واعلم أنهم متى قالوا جعل المثل توقف على التمام بخلاف أجرته .