الفقر من الأسباب الكبرى لحركة التاريخ
دراسة التاريخ تثبت أن الفقر أحد الأسباب الكبرى التي حركت الثورات في المجتمعات، وقد يكون أقوى الأسباب. هـذه حقيقة تاريخية تجد إثباتها في كل المجتمعات. نذكر بعض العناصر العاملة على هـذه الحقيقة:
الأفكار والحركات التي وجدت في عصور طويلة، وصفت بالاشتراكية ، فجرها الفقر، الفقر بالمعنى السياسي والاقتصادي، هـذا في ظل النظام الإقطاعي ، والفقر بالمعنى الاقتصادي في العصور التي تلت الإقطاع.
كارل ماركس أشهر الاشتراكيين، اعتبر أن تاريخ الإنسان هـو تاريخ الصراع بين من يملك فى مقابل من لا يملك [1] .
أى بين الأغنياء والفقراء. لسنا في جانب الاشتراكية، لا في صورتها الماركسية ولا في صورها الأخرى، ولكن كارل ماركس أعطى صورة حقيقية للمجتمعات التي لم تلتزم بديانة سماوية في نظمها الاجتماعية والاقتصادية. لذلك يظل الرأي القائل: بأن [ ص: 40 ] الفقر قد يكون المحرك الرئيس للثورات والانقلابات في التاريخ رأيا صحيحا.
الذين لا يؤمنون بأن الله أرسل رسلا يقولون عن رسالاتهم: إنها كانت ثورات فقراء أو مضطهدين سياسـيا واجتـماعيا. ولسنا معهم فيما يقـولون إلا أن قولهم يجعلهم مع الفكرة القائلة: بأن الفقر هـو المحرك الرئيس للانقلابات الكبرى فى التاريخ.