( تنبيهات الأول ) قال ابن عرفة ، وتعليق لا لغو ولا غموس في مستقبل اللغو به لا أعرفه وقبوله ابن الحاجب ابن عبد السلام وقوله يتأتى في المستقبل كالماضي والحال ، وأكثر كلام الشيوخ حصرها فيهما يرد بأن شأن العلم الحادث تعلقه بما وقع لا بمستقبل ; لأنه غيب فلا يلزم من ترك الكفارة في حلفه على ما وقع تركها في حلفه جزما على ما لم يقع لعذر الأول وجراءة الثاني التونسي الأشبه في المستقبل ممتنع كوالله لا تطلع الشمس غدا أنه غموس ( قلت ) هو ظاهر قولها على تعمد الكذب الصقلي من حلف مهددا بعض أهله مجمعا على الكفارة وعدم الوفاء بيمينه لم يأثم ( قلت ) ظاهره لو كان غير مهدد أثم ، انتهى .
وقال ولا كفارة في لغو اليمين ، وهي اليمين على ما يعتقده ، ثم تبين خلافه ماضيا أو مستقبلا قال في التوضيح : مثال الماضي والله ما جاء زيد وهو يعتقد ذلك ، ومثال المستقبل والله ما يأتي غدا وهو يعتقده ، انتهى . ثم قال في التوضيح في الكلام على الغموس : ولا كفارة في الغموس سواء تعلقت بالماضي أو المستقبل ، فالماضي واضح والمستقبل كما لو كانت يمينه على ما لا يصح وجوده أو قد علم أنه لا يوجد كقوله : والله لأقتلن فلانا غدا ، وقد علم أنه ميت أو لأطلعن السماء اليوم أو لا تطلع الشمس غدا ، ولم يجزم ابن الحاجب التونسي بحصولها في المستقبل ، بل قال : والأشبه أنها غموس ومثله بما ذكرناه ، وأكثر كلام الشيوخ يقتضي انحصار اللاغية في الماضي وأطال وأنها لا تتناول المستقبل ، وذكر بعض الشيوخ حصر اليمين الغموس في الماضي خاصة وليس كذلك ، انتهى . ونص كلام ابن عبد السلام ، ولما كان اليمين اللاغية في المشهور على نحو ما فسر المصنف ، وكان ذلك متأتيا في المستقبل مثل ما يتأتى في الماضي صح وجود اللاغية بالزمن الماضي والمستقبل كما أشار إليه المؤلف وأكثر كلام الشيوخ إلى آخره ، ثم قال في الكلام على الغموس : اعلم أن متعلق الاعتقاد قد يكون ماضيا ، وقد يكون مستقبلا كمن يحلف على عدم طلوع الشمس في غد ، وإنما ذكرنا هذا لأن بعض الشيوخ حصر اليمين الغموس في الماضي خاصة وليس كذلك ، انتهى .
وقال البرزلي المشهور أن متعلق الغموس واللغو الماضي ، وأما المستقبل فقال يتعلقان به ، ثم ذكر كلام ابن الحاجب ابن عبد السلام وابن عرفة