الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3068 والمنضود الموز والمخضود الموقر حملا، ويقال أيضا: لا شوك له

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى ما في قوله تعالى: في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب الآية، وفسر قوله: " وطلح منضود " بأنه الموز، وقال عياض: وقع هنا تخليط، والصواب: والطلح الموز، والمنضود الموقر حملا الذي نضد بعضه على بعض من كثرة حمله، واستصوب بعضهم ما قاله البخاري، وفي ضمنه رد على عياض، والصواب ما قاله عياض; لأن المنضود ليس اسم الموز، وإنما هو صفة الطلح، وقال النسفي في تفسيره: طلح شجر موز، وعن السدي: شجر يشبه طلح الدنيا، ولكن له ثمر أحلى من العسل، وقال النسفي أيضا: حكي أن رجلا قرأ عند علي رضي الله تعالى عنه: " وطلح منضود " فقال علي: وما شأن الطلح؟! إنما هو طلع منضود، ثم قرأ طلعها هضيم فقيل: إنها في المصحف بالحاء، أفلا نحولها؟ فقال: إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول، وعن الحسن: ليس الطلح بالموز، ولكنه شجر له ظل بادر طيب، وقال الفراء وأبو عبيدة: الطلح عند العرب: شجر عظام لها شوك، وقيل: هو شجر أم غيلان، وله نوار كثير طيب الرائحة.

                                                                                                                                                                                  (قلت): وعلى كل تقدير في معنى الطلح، فالمنضود صفة وليس باسم، ومعناه: متراكم قد نضد بالحمل من أسفله إلى أعلاه، وليست له ساق بارزة، وقال مسروق: أشجار الجنة من عروقها إلى أفنائها ثمر كله. قوله: " والمخضود" بالمعجمتين صفة للسدر، كما نطق به القرآن.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية