الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3148 باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في بيان خلق آدم عليه الصلاة والسلام ، قوله : " وذريته " : أي وفي بيان خلق ذريته ، وإنما سمي آدم ; لأنه خلق من أدمة الأرض ، وهي لونها ، والأدمة في الناس السمرة الشديدة ، وروى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن آدم خلق من أديم الأرض ، وهو وجهها ، وروى مجاهد عنه أيضا أنه مشتق من الأدمة ، وقال أبو إسحاق الثعلبي : التراب بلسان العبرية آدام ، فسمي آدم به ، وحذفت الألف الثانية ، وقيل : إنه اسم سرياني ، وقال الجوهري : إنه اسم عربي ، وليس بعجمي ، وذكر أبو منصور الجواليقي في كتاب المغرب : أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة : وهي آدم ، وصالح ، وشعيب ، ومحمد عليهم الصلاة والسلام ، والمشهور أن كنيته أبو البشر .

                                                                                                                                                                                  وروى الوالبي عن ابن عباس أن كنيته أبو محمد ، وقال قتادة : لا يكنى في الجنة إلا آدم ، يقال له : يا أبا محمد ، إظهارا لشرف نبينا - صلى الله عليه وسلم - ولا ينصرف آدم ; لأنه على وزن أفعل وهو معرفة ، وذكره الله تعالى في القرآن في سبعة وعشرين موضعا .

                                                                                                                                                                                  وأما الذرية فأصلها من ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءا : خلقهم ، قال الجوهري : الذرية نسل الثقلين إلا أن العرب تركت همزتها ، والجمع الذراري ، وفي المغرب : ذرية الرجل أولاده ، ويكون واحدا وجمعا ، ومنه قوله تعالى : فـهب لي من لدنك ذرية طيبة




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية