الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3221 70 - حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه، nindex.php?page=hadith&LINKID=653150عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=treesubj&link=31933إنما سمي الخضر أنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز من خلفه خضراء
مطابقته للترجمة من حيث إن الخضر مذكور فيه، ومحمد بن سعيد أبو جعفر يقال له حمدان الأصبهاني بكسر الهمزة وفتحها وبالباء الموحدة، وفي بعض النسخ بالفاء، مات سنة عشرين ومائتين، وهو من أفراده، nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك هو عبد الله.
قوله: "أنه" أي أن خضرا، ويروى لأنه.
قوله: "على فروة" بفتح الفاء قيل هي جلدة وجه الأرض جلس عليها الخضر فأنبتت وصارت خضراء بعد أن كانت جرداء، وقيل أراد به الهشيم من نبات الأرض اخضر بعد يبسه وبياضه، ولما أخرج عبد الرزاق هذا الحديث في مصنفه بهذا الإسناد زاد: الفروة الحشيش الأبيض وما أشبهه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بعد أن رواه عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق: أظن أن هذا تفسير من nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، وجزم بذلك nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أنه قيل له الخضر لأنه إذا كان صلى اخضر ما حوله.
والكلام فيه على أنواع:
الأول في nindex.php?page=treesubj&link=31935اسمه: فقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: اسمه أليسع بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه الصلاة والسلام، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: بليا بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وبالياء آخر الحروف ابن ملكان بن يقطن بن فالغ إلى آخره، وقيل إيليا بن ملكان إلى آخره، وقيل خضرون بن عماييل بن ليفر بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، قاله كعب، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: إرميا بن حلقيا من سبط هارون بن عمران وأنكره nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري، وقال: إرميا كان في زمن بخت نصر وبين بخت نصر وموسى زمان طويل، وقيل خضرون بن قابيل بن آدم ذكره nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم السجستاني، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أبي أويس: معمر بن عبد الله بن نصر بن الأزد.
النوع الثاني في نسبه: فقال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: الخضر هو الرابع من ولد إبراهيم لصلبه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد هو من ولد يافث وكان وزير ذي القرنين، وقيل هو من ولد رجل من أهل بابل ممن آمن بالخليل وهاجر معه، وقيل إنه كان ابن فرعون صاحب موسى ملك مصر وهذا غريب جدا، وقيل هو أخو إلياس عليهما الصلاة والسلام، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر بإسناده إلى nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي أن الخضر وإلياس كانا أخوين وكان أبوهما ملكا، وقال أيضا: يقال: إنه الخضر بن آدم لصلبه، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: الخضر بن آدم لصلبه ونسئ له في أجله حتى يكذب الدجال وهو منقطع غريب، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أن أم الخضر رومية وأباه فارسي، وقيل: كنيته أبو العباس.
النوع الثالث في nindex.php?page=treesubj&link=31935نبوته: فالجمهور على أنه نبي وهو الصحيح لأن أشياء في قصته تدل على نبوته، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان نبيا، وقيل كان وليا، وعن علي رضي الله تعالى [ ص: 300 ] عنه أنه كان عبدا صالحا، وقيل: كان ملكا بفتح اللام، وهذا غريب جدا.
النوع الرابع في حياته: فالجمهور خصوصا مشايخ الطريقة والحقيقة وأرباب المجاهدات والمكاشفات أنه حي يرزق ويشاهد في الفلوات، ورآه nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز وإبراهيم بن أدهم وبشر الحافي ومعروف الكرخي وسري السقطي وجنيد وإبراهيم الخواص وغيرهم رضي الله تعالى عنهم، وفيه دلائل وحجج تدل على حياته ذكرناها في تاريخنا الكبير، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وإبراهيم الحربي وابن الجوزي وأبو الحسين المنادي: إنه مات واحتجوا بقوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد وبما روى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=661617قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بقليل أو بشهر: ما من نفس منفوسة أو ما منكم اليوم من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي يومئذ حية وأجاب الجمهور عن الآية بأنا ما ادعينا أنه يخلد، وإنما يبقى إلى انقضاء الدنيا، فإذا نفخ في الصور مات لقوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35كل نفس ذائقة الموت وعن حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بأنه متروك الظاهر لأن جماعة عاشوا أكثر من مائة سنة منهم nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي، فإنه عاش ثلاثمائة سنة، وقد شاهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وحكيم بن حزام عاش مائة وعشرين سنة، وغيرهما، وإنما أشار - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - إلى ذلك الزمان لا إلى ما تقوم الساعة، وهو الأليق به على أنه قد عاش بعد ذلك الزمان خلق كثير أكثر من مائة سنة، وأجاب بعضهم بأن خضرا عليه السلام كان حينئذ على وجه البحر، وقيل هو مخصوص من الحديث كما خص منه إبليس بالاتفاق.