[ ص: 22 ] فيما عرفت حكمته من المشروعات وما لم تعرف حكمته من المشروعات
المشروعات ضربان : أحدهما ما ظهر لنا أنه جالب لمصلحة أو دارئ لمفسدة ، أو جالب دارئ لمفسدة ، أو جالب دارئ لمصلحة ، ويعبر عنه بأنه معقول المعنى .
الضرب الثاني : ما لم يظهر لنا جلبه لمصلحة أو درؤه لمفسدة ، ويعبر عنه بالتعبد . وفي التعبد من الطواعية والإذعان مما لم تعرف حكمته ولا تعرف علته ما ليس مما ظهرت علته وفهمت حكمته ، فإن ملابسه قد يفعله لأجل تحصيل حكمته وفائدته ، والمتعبد لا يفعل ما تعبد به إلا إجلالا للرب وانقيادا إلى طاعته ، ويجوز أن تتجرد التعبدات عن جلب المصالح ودرء المفاسد ، ثم يقع الثواب عليها بناء على الطاعة والإذعان ، من غير جلب مصلحة غير مصلحة الثواب ، ودرء مفسدة غير مفسدة العصيان ، فيحصل من هذا أن الثواب قد يكون على مجرد الطواعية من غير أن تحصل تلك الطواعية جلب مصلحة أو درء مفسدة ، سوى مصلحة أجر الطواعية .