في كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدة من عجب ونحوه ، وجوازه لمن أمن من ذلك في حقه . وظاهر كلام ابن الجوزي تحريمه في غير هذه الحال . وعن أبي موسى رضي الله عنه قال { } . رواه : سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثني على رجل ويطريه في المدحة فقال : أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل أحمد والبخاري . الإطراء ومسلم وقال صلى الله عليه وسلم { المبالغة في المدح } رواه : إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب أحمد من حديث ومسلم المقداد . وجاء في الإباحة أحاديث كثيرة صحيحة وما تقدم يصلح أن يكون جمعا بينها ، واستعمله المقداد على ظاهره فحثى التراب في الوجه ، وقاله بعضهم : كذا فعل برجل أثنى عليه رواه ابن عمر . أحمد
وقيل أراد به الرد والخيبة كما يقال للطالب المردود والخائب لم يحصل في كفه غير التراب .
وقال في النهاية : وأراد بالمداحين الذين اتخذوا مدح الناس عادة وجعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح ، فأما من مدح على الفعل الحسن والأمر المحمود ترغيبا في أمثاله وتحريضا للناس على الاقتداء به في أشباهه [ ص: 454 ] فليس بمداح ، وإن كان قد صار مادحا بما تكلم به من جميل القول كذا قال .
وقال { أبو بكرة } رواه أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ويلك قطعت عنق صاحبك ثلاثا ثم قال : من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا ، والله حسيبه ولا يزكي على الله أحدا أحسب كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه أحمد والبخاري . ومسلم
قال رضي الله عنه : جاء رجل إلى أبي فذكر أنه كان عند بشر فذكروه فأثنى عليه عبد الله بن الإمام أحمد بشر ، وقال : لا ينسى الله صنيعه ، ثبت وثبتنا ، ولولاه لهلكنا قال لأحمد عبد الله : ووجه أبي يتهلل ، فقلت : يا أبت أليس تكره المدح في الوجه ؟ فقال : يا بني إنما ذكرت عند رجل من عباد الله الصالحين ، وما كان مني فحمد صنيعي ، وقد قال : صلى الله عليه وسلم { } . المؤمن مرآة المؤمن
وقال المروذي : قلت : لا يزال الرجل يقال له في وجهه : أحييت السنة . قال : هذا فساد لقلب الرجل . لأبي عبد الله أحمد بن حنبل
وقال خطاب بن بشر : قال أبو عثمان الشافعي : لا يزال الناس بخير ما من الله عليهم ببقائك وكلام من هذا النحو كثير ، فقال له : لا تقل هذا يا لأبي عبد الله أحمد بن حنبل أبا عثمان . ومن أنا في الناس ؟
وقال المروذي قلت لأبي عبد الله : ما أكثر الداعين لك فتغرغرت عينه ، وقال : أخاف أن يكون هذا استدراجا .
وقال : لو أن للذنوب ريحا ما جلس إلي منكم أحد . قلت محمد بن واسع لأبي عبد الله : إن بعض المحدثين قال لي : أبو عبد الله لم يزهد في الدراهم وحدها . قد زهد في الناس ، فقال أبو عبد الله : ومن أنا حتى أزهد في الناس . الناس يريدون أن يزهدوني .
وقال لي أبو عبد الله : أسأل الله أن يجعلنا خيرا مما يظنون ، ويغفر لنا ما لا يعلمون .
وقال رجل لأبي عبد الله : الحمد لله الذي رأيتك . قال : اقعد أيش ذا ؟ [ ص: 455 ] من أنا ؟ وقال : أخبرني الخلال أحمد بن الحسين بن حسان قال : دخلنا على أبي عبد الله فقال له شيخ من أهل خراسان : يا أبا عبد الله ، الله الله ، فإن الناس يحتاجون إليك ، وقد ذهب الناس ، فإن كان الحديث لا يمكن فمسائل فإن الناس مضطرون إليك . فقال أبو عبد الله : إلي أنا ؟ واغتم من قوله وتنفس الصعداء ، ورأيت في وجهه أثر الغم .
قيل لأبي عبد الله : جزاك الله عن الإسلام خيرا . فقال : قيل جزاك الله عن الإسلام خيرا ، فقال : لا بل جزى الله الإسلام عني خيرا . ثم قال لعمر بن عبد العزيز : أبو عبد الله للرجل أنا ؟ ومن أنا وما أنا ؟ وفي غير هذه الرواية قال للرجل أنت في غير حل من جلوسك .
وقد سبق هذا النص . وقالت هند أم ابن قتيبة للمروذي : أخبرت أن خراسانيا جاء إلى أبي عبد الله وعنده قوم جلوس فقال : يا أبا عبد الله أنت عندنا بخراسان مثل الشمس ، فتغير أبو عبد الله وكره ما قال وأظهر الكراهة ، وقام فدخل .
وروى بإسناد جيد عن ابن ماجه معبد الجهني عن مرفوعا : { معاوية } . إياكم والتمادح فإنه الذبح
وقد قال أبو داود في باب ( كراهية التمادح ) : ثنا مسدد ثنا ثنا بشر يعني ابن المفضل أبو مسلمة سعيد بن يزيد عن عن أبي نضرة قال : قال لي : إني { مطرف بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : أنت سيدنا . فقال : السيد الله تبارك وتعالى . قلنا : وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا ، فقال : قولوا بقولكم أو بعض قولكم ، ولا يسخر بكم الشيطان } . إسناد جيد رواه انطلقت في وفد ورواه أحمد في اليوم والليلة من طرق . النسائي
وروى أيضا في اليوم والليلة عن أبي بكر بن نافع عن بهز عن عن حماد بن سلمة ثابت عن وعن أنس إبراهيم بن يعقوب عن العلاء بن عبد الجبار عن حماد عن ثابت وحميد عن { أنس محمد بن عبد الله ورسوله ، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل } . رواه : أن ناسا قالوا : يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا ، فقال : يا أيها الناس قولوا : بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا من حديث البيهقي حماد ، وهو حديث جيد الإسناد . [ ص: 456 ] وفي من حديث البخاري عن ابن عباس مرفوعا { عمر عيسى ابن مريم ، فإنما أنا عبد الله ورسوله } وفي حديث آخر أنه { : لا تطروني كما أطرت النصارى : جاءه رجل فقال : أنت سيد قريش . فقال : السيد الله } .
قال في النهاية : أي هو الذي يحق له السيادة ، كأنه كره أن يحمد في وجهه وأحب التواضع ، ومنه الحديث لما قالوا : أنت سيدنا ، قال : قولوا بقولكم . أي : ادعوني نبيا ورسولا كما سماني الله ، ولا تسموني سيدا كما تسمون رؤساءكم ، فإني لست كأحدهم ممن يسودكم في أسباب الدنيا . ابن الأثير
والسيد يطلق على : الرب المالك والشريف والفاضل والحكيم ومتحمل أذى قومه والزوج والرئيس والمقدم . وأصله من ساد يسود ، فقلبت الواو ياء ; لأجل الياء الساكنة قبلها ، ثم أدغمت . ووزن سيد فيعل . وهم سادة وزنه فعلة بالتحريك ، مثل : سري وسراة . ولا نظير لها يدل على ذلك أنه يجمع على سيائد بالهمز مثل تبيع وتبائع وأقيل وأقائل . وعند البصريين وزن سيد فعيل . وجمع على فعلة كأنهم جمعوا سائدا مثل قائد وقادة وذائد وذادة . وقالوا : إنما جمعت العرب السيد والجيد على سيائد وجيائد بالهمز على غير قياس ; لأن جمع فعيل فياعل بلا همز .
وروى أبو داود عن القواريري عن معاذ بن هشام عن أبيه عن عن قتادة عن أبيه قال : قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم { عبد الله بن بريدة } ورواه لا تقولوا للمنافق : سيد فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل . في اليوم والليلة عن النسائي أبي قدامة عن ورواه معاذ عن أحمد عفان بن معاذ ، ولفظه : { } وذكره وقال لا تقولوا للمنافق سيدنا إن يكن سيدكم عن عبد الرزاق عن معمر أيوب : إن رجلا قال : يا خير الناس وابن خيرهم ، فقال لابن عمر : ما أنا بخير الناس ولا ابن خيرهم ، ولكني عبد من عباد الله أرجو الله وأخافه ، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه . ابن عمر
وقال عن الثوري أبي الوازع قلت : لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم . [ ص: 457 ] قال فغضب ثم قال : إني لأحسبك عراقيا ما يغلق عليه ابن أمك بابه . وقد ورد في المدح والذم أشياء كالخبر المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { لابن عمر أبو بكر } . رواه : أرحم أمتي بأمتي أحمد والترمذي وغيرهما .
وفي الصحيحين { أبو عبيدة بن الجراح } . : لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة
وقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار { : إنكم لتقلون عند الطمع وتكثرون عند الفزع } . وقال { الأنصار دار بني عبد الأشهل وفي كل دور الأنصار خير . } وذكر : خير دور رضي الله عنه ابن عباس أبا بكر فقال : كان ثاني اثنين إذ هما في الغار ، وثاني اثنين في العريش ، وثاني اثنين في القبر . وقال : الشعبي لما مات رضي الله عنه قام ابنه علي بن أبي طالب الحسن بن علي على قبره فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم واستغفر لأبيه ثم قال : نعم أخو الإسلام كنت يا أبت جوادا بالحق بخيلا بالباطل عن جميع الخلق ، تغضب حين الغضب ، وترضى حين الرضى ، عفيف النظر ، غضيض الطرف ، لم تكن مداحا ولا شتاما ، تجود بنفسك في المواطن التي تبخل فيها الرجال ، صبورا على الضراء مشاركا في النعماء ; ولذلك ثقلت على أكتاف قريش . وذكر رضي الله عنه عند علي بن أبي طالب فقال : هو بالله عليم والله في عينيه عظيم . وسئل صعصعة بن صوحان رضي الله عنهما عن ابن عباس فقال : ما شئت من ضرس قاطع في العلم بكتاب في العلم بكتاب الله والفقه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت له مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم والتبطن في العشيرة ، والنجدة في الحرب ، والبذل للماعون . وقيل علي : يا أمير المؤمنين من الذي إلى جانبك ؟ فقال هذا سيد المسلمين لعمر بن الخطاب أبي بن كعب . وقال أيضا : أبي أقرؤنا عمر أقضانا . رواه ، وعلي . البخاري
وقال الشاعر [ ص: 458 ]
وإني من القوم الذين عرفتهم إذا مات منهم سيد قام صاحبه نجوم سماء كلما غاب كوكب
بدا كوكب تأوي إليه كواكبه أضاءت له أحسابهم ووجوههم
دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
نجوم ظلام كلما غاب كوكب بدا ساطعا في حندس الليل كوكب
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه لما جاء بنو تميم بخطيبهم عطارد بن حاجب فخطب { ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابهم وشاعرهم ثابت بن قيس الزبرقان قال : فأنشد قصيدة . فقام ابن بدر حسان فأجابه بقصيدة يقول فيها :
إن الذوائب من فهر وإخوتهم قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بهم كل من كانت سريرته تقوى الإله وكل الخير يصطنع
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا
إن سابقوا الناس يوما فاز سابقهم أو وازنوا أهل مجد بالندى منعوا
أعفة ذكرت في الوحي عفتهم لا يطمعون ولا يردي بهم طمع
لا يبخلون على جار بفضلهم ولا يمسهم من مطمع طبع
لا يفخرون إذا نالوا عدوهم وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم إذا تفاوتت الأهواء والشيع
قال : الخور بالتحريك الضعف . يقال : رجل خوار ، ورمح خوار ، وأرض خوارة ، والجمع : خور . وقال : الهلع أفحش الجزع . وقد هلع بالكسر فهو هلع وهلوع ، وحكى الجوهري يعقوب : رجل هلعة كهمزة إذا كان يهلع ويحزن ويستجيع سريعا .
{ الطائف كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب الشاعر يخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجلا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه ، وأن من بقي من شعراء قريش ابن الزبعرى وهبيرة بن أبي وهب قد هربا ، فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا مسلما ، وإن أنت لم تفعل فانح إلى نجاتك ، وكان كعب قد قال :
ألا أخبرا عني بجيرا رسالة فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا
فبين لنا إن كنت لست بفاعل على أي شيء غير ذلك دلكا
على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه ولا تلفي عليه أخا لكا
فإن أنت لم تفعل فلست بآسف ولا قائل إما عثرت لعا لكا
سقاك بها المأمون كأسا روية فانهلك المأمون منها وعلكا
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
يمشي الغواة بجنبيها وقولهم إنك ابن أبي سلمى لمقتول
وقال كل صديق كنت آمله لا ألهينك إني عنك مشغول
نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة القرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت في الأقاويل
إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول
في عصبة من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا
يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم ضرب إذا عرد السود التنابيل
شم العرانين أبطال لبوسهم من نسج داود في الهيجا سرابيل
ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا
لا يقع الطعن إلا في نحورهم وما لهم عن حياض الموت تهليل
عرد الرجل تعريدا إذا فر ، وعرنين كل شيء أوله ، وعرانين القوم ساداتهم وعرنين الأنف مجتمع الحاجبين وهو أول الأنف حيث يكون فيه الشمم يقال : هم شم العرانين ، وإنما عنى كعب بقوله إذا عرد السود التنابيل الأنصار لما صنع الأنصاري ما صنع وخص المهاجرين بمدحته وغضب عليه الأنصار فقال : بعد أن أسلم يمدح الأنصار قصيدته التي قال فيها :
من سره كرم الحياة فلا يزل في مقنب من صالح الأنصار
ورثوا المكارم كابرا عن كابر إن الخيار هم بنو الأخيار
والذائدين الناس عن أديانهم بالمشرفي وبالقنا الخطار
والبائعين نفوسهم لنبيهم للموت يوم تعانق وكرار
وإذا حللت ليمنعوك إليهم أصبحت عند معاقل الأعقار
إلى أن قال :
قوم إذا خوت النجوم فإنهم للطارقين النازلين مقاري
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها كالنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر
تحدي به الناقة الأدماء معتجرا بالبرد جلي عليه ليلة الظلم
ففي عطافيه أو أثناء بردته ما يعلم الله من دين ومن كرم
قال ابن شهاب : قال : ما مات من ترك مثلك . وليس المراد ابن مسعود بلا شك فإنه مات قبل أن يولد بابن مسعود عبد الله ابن شهاب الزهري وقال رضي الله عنه : لا تعجلن بمدح أحد ولا بذمه فإنه رب من يسرك اليوم يسوءك غدا . عبد الله بن مسعود
وقال للشاعر : النجاشي
إني امرؤ قلما أثني على أحد حتى أرى بعض ما يأتي وما يذر
لا تحمدن امرأ حتى تجربه ولا تذمن من لم يبله الخبر
قال الشاعر : [ ص: 463 ]
فإن تصبك من الأيام داهية لم تبك منها على دنيا ولا دين
خنازير ناموا عن المكرمات فنبههم قدر لم ينم
فيا قبحهم في الذي خولوا ويا حسنهم في زوال النعم
كأن ريحهم في خبث فعلهم ريح الكلاب إذا ما مسها المطر
وقال آخر :
لو كنت ماء كنت غير عذب أو كنت سيفا كنت غير عضب
لو كنت بردا كنت زمهريرا أو كنت ريحا كانت الدبورا
أو كنت غيما لم يكن مطورا أو كنت ماء لم يكن طهورا
ومدح الوزير الخليفة ابن هبيرة وبالغ وفي آخره : المستنجد بالله
ومن عجب أنني جالب من الشعر تمرا إلى أهله
يكون أجاجا دونكم فإذا انتهى إليكم يلقى طيبكم فيطيب
فلو رام يا يحيى مكانك جعفر ويحيى لكفى عنه يحيى وجعفر
ولو قست يا يحيى بيحيى بن برمك لكنت لدى الأقوام أعلى وأفخر