الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 193 ] " يبدأ بالصفا "

                                                                                                                          مقصور ، وهو في الأصل الحجارة الصلبة ، واحدتها صفاة ، كحصاة وحصى ، وهو هنا اسم المكان المعروف عند باب المسجد الحرام .

                                                                                                                          " فيرقى عليه "

                                                                                                                          أي يصعد يقال رقي يرقى ، بكسر القاف في الماضي وفتحها في المضارع ، وحكى ابن القطاع فتح القاف وكسرها مع الهمز .

                                                                                                                          " وهزم الأحزاب وحده "

                                                                                                                          قال الجوهري : الأحزاب : الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء ، والإشارة بالأحزاب هنا إلى الذين تحزبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيام الخندق ، وهم : قريش ، وغطفان ، ويهود قريظة والنضير ، وغيرهم .

                                                                                                                          " حتى يأتي العلم فيسعى سعيا شديدا إلى العلم "

                                                                                                                          العلم في اللغة : العلامة والجبل وعلم الثوب ، والعلم : الراية ، والعلمان هنا المراد بهما الميلان الأخضران اللذان بفناء المسجد الحرام ودار العباس ، وفناء المسجد : ركنه .

                                                                                                                          " حتى يأتي المروة "

                                                                                                                          قال الجوهري : المروة الحجارة البيض البراقة تقدح منها النار ، وبها سميت المروة بمكة ، وهي المكان الذي في طرف المسعى ، وقال أبو عبيد البكري : المروة جبل بمكة معروف والصفا جبل آخر بإزائه ، وبينهما قديد ينحرف عنهما شيئا والمشلل ، هو : الجبل الذي ينحدر منه إلى قديد ، وعلى المشلل كانت مناة .

                                                                                                                          " بذلك الشوط "

                                                                                                                          قال ابن عباد وغيره : الشوط جري مرة إلى الغاية ، قال [ ص: 194 ] ابن قرقول : وهو في الحج طوفة واحدة من الحجر الأسود إليه ، ومن الصفا إلى المروة .

                                                                                                                          " متواليا " ، أي : غير متفرق ، وقد تقدم في ذكر الموالاة في الطهارة .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية