الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          باب حد المسكر .

                                                                                                                          المسكر : اسم فاعل من أسكر الشراب فهو مسكر : إذا جعل شاربه سكران ، أو كانت فيه قوة تفعل ذلك ، قال الجوهري : السكران : خلاف الصاحي ، والجمع : سكرى ، وسكارى ، بضم السين وفتحها ، والمرأة سكرى ، ولغة بني أسد سكرانة ، وقد سكر يسكر سكرا ، مثل : بطر يبطر بطرا ، والاسم : السكر بالضم . قال السامري صاحب " المستوعب " : والسكر الذي تترتب عليه أحكام السكران كلها : هو الذي يجعل صاحبه يخلط في كلامه ولا يعرف ثوبه من ثوب غيره ، ولا نعله من نعل غيره ، وقال ابن عقيل : المعتبر أن يخلط في كلامه ، وكذلك [ ص: 374 ] ذكر ابن البنا : أنه لا يعتبر تمييزه السماء من الأرض ، والرجل من المرأة .

                                                                                                                          " والعصير " .

                                                                                                                          العصير : فعيل بمعنى مفعول ، أي : المعصور من ماء العنب .

                                                                                                                          " إلا أن يغلي قبل ذلك " .

                                                                                                                          يقال : غلت القدر تغلي : إذا ارتفع ماؤها من شدة التسخين .

                                                                                                                          فغليان العصير : تحركه في وعائه واضطرابه ، كما تغلي القدر على النار .

                                                                                                                          " في الدباء والحنتم والنقير والمزفت " .

                                                                                                                          الدباء : القرعة اليابسة المجعولة وعاء .

                                                                                                                          والحنتم : جرار مدهونة ، واحدتها : حنتمة .

                                                                                                                          والنقير : فعيل بمعنى مفعول ، وهو أصل النخلة ، ينقر ثم ينبذ فيه التمر .

                                                                                                                          والمزفت : الوعاء المطلي بالزفت ، نوع من القار .

                                                                                                                          " ولا بأس بالفقاع " .

                                                                                                                          قال ابن فارس : الفقاع : الذي يشرب ، قال ابن سيده : الفقاع : شراب يتخذ من الشعير ، سمي بذلك ، لما يعلوه من الزبد ، وفي الكتاب المنسوب إلى الخليل أنه سمي فقاعا ، لما يعلو على رأسه ، كالزبد والفقاقيع ، كالقوارير فوق الماء ، وقال الجوهري : نفاخات فوق الماء . والله تعالى أعلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية