الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر وقعة مصيخ بني البرشاء

ولما انتهى الخبر إلى خالد بمصاب أهل الحصيد وهرب أهل الخنافس - كتب إلى القعقاع وأبي ليلى وأعبد وعروة ، وواعدهم ليلة وساعة يجتمعون فيها إلى المصيخ ، وخرج خالد من العين قاصدا إليهم . فلما كان تلك الساعة من ليلة الموعد اتفقوا جميعا بالمصيخ ، فأغاروا على الهذيل ومن معه وهم نائمون ، من ثلاثة أوجه ، فقتلوهم ، وأفلت الهذيل في ناس قليل وكثر فيهم القتل ، وكان مع الهذيل العزى بن أبي رهم أخو أوس مناة ولبيد بن جرير ، وكانا قد أسلما ومعهما كتاب أبي بكر بإسلامهما ، فقتلا في المعركة ، فبلغ ذلك أبا بكر وقول عبد العزى :


أقول إذ طرق الصباح بغارة سبحانك اللهم رب محمد     سبحان ربي لا إله غيره
رب البلاد ورب من يتورد



فوداهما وأوصى بأولادهما ، فكان عمر يعتد بقتلهما وقتل مالك بن نويرة على خالد ، فيقول أبو بكر : كذلك يلقى من نازل أهل الشرك . وقد كان حرقوص بن النعمان بن النمر قد نصحهم فلم يقبلوا منه ، فجلس مع زوجته وأولاده يشربون ، فقال لهم : اشربوا شراب مودع ، هذا خالد بالعين وجنوده بالحصيد ، ثم قال :


ألا سقياني قبل خيل أبي بكر     لعل منايانا قريب وما ندري



فضرب رأسه ، فإذا هو في جفنة فيها الخمر ، وقتلوا أولاده وأخذوا بناته .

وقيل : إن قتل حرقوص ، وهذه الوقعة ، ووقعة الثني - كان في مسير خالد بن الوليد من [ ص: 245 ] العراق إلى الشام ، وسيذكر إن شاء الله - تعالى - .

التالي السابق


الخدمات العلمية