الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1257 [ ص: 120 ] 77 - حدثنا إبراهيم بن موسى قال : أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال : أخبرني عطاء أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش فهلم فصلوا عليه ، قال : فصففنا فصلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه ونحن صفوف . قال أبو الزبير عن جابر : كنت في الصف الثاني .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " فصففنا " وفي قوله : " ونحن صفوف " أيضا على رواية المستملي فإن قوله : " ونحن صفوف " في الحديث على رواية المستملي وليس ذلك في رواية غيره .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) وهم خمسة : الأول إبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء أبو إسحاق يعرف بالصغير . الثاني هشام بن يوسف أبو عبد الرحمن الصنعاني . الثالث عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج . الرابع عطاء بن أبي رباح . الخامس جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع ، وفيه الإخبار بصيغة الجمع في موضع ، وبصيغة الإفراد في موضعين ، وفيه السماع ، وفيه القول في ثلاثة مواضع ، وفيه أن شيخه رازي وأن هشاما من أفراده وأنه يماني وقاضيها ، وابن جريج وعطاء مكيان .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) أخرجه البخاري أيضا في هجرة الحبشة ، عن أبي الربيع ، وأخرجه مسلم في الجنائز أيضا عن محمد بن حاتم ، وأخرجه النسائي في الصلاة عن محمد بن عبيد الكوفي .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) قوله : " من الحبش " وهو الصنف المخصوص من السودان . وقال الجوهري : الحبش والحبشة جنس من السودان والجمع الحبشان مثل حمل وحملان . قوله : " فهلم " بفتح الميم أي : تعال ويستوي فيه الواحد والجمع في لغة الحجاز وأهل نجد يصرفونها فيقولون : هلما هلموا هلمي هلما هلمن .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ونحن صفوف " الواو فيه للحال وهذه رواية المستملي كما ذكرنا آنفا قال بعضهم : وبه يصح مقصود الترجمة . قلت : المقصود يحصل من قوله : " فصففنا " لأن قوله : " ونحن صفوف " ليس في غير رواية المستملي فإذا لم نعتبر فيها قوله : " فصففنا " لا تبقى المطابقة . قوله : " قال أبو الزبير " بضم الزاي وفتح الباء الموحدة وهو محمد بن مسلم بن تدرس بفتح التاء المثناة من فوق وسكون الدال وضم الراء ، وفي آخره سين مهملة ، مر في باب من شكا إمامه ، وهذا وصله النسائي من طريق شعبة ، عن أبي الزبير بلفظ " كنت في الصف الثاني يوم صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي " .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية