الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1324 144 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا أبو عوانة ، عن هلال ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه : لعن الله اليهود والنصارى ; اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد . لولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أو خشي أن يتخذ مسجدا .

                                                                                                                                                                                  وعن هلال قال : كناني عروة بن الزبير ولم يولد لي . [ ص: 224 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 224 ] مطابقته للترجمة في قوله " أبرز قبره " ، وموسى بن إسماعيل أبو سلمة المنقري تكرر ذكره ، وأبو عوانة - بفتح العين - الوضاح بن عبد الله اليشكري ، وهلال بن حميد - ويقال : ابن أبي حميد ، ويقال : ابن عبد الله - الجهيني الوزان - بفتح الواو وتشديد الزاي وبالنون - مر في باب ما يكره من اتخاذ المساجد مع الحديث ، فإنه أخرجه هناك عن عبيد الله بن موسى عن شيبان عن هلال الوزان عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها ، وقد ذكرنا هناك ما فيه الكفاية .

                                                                                                                                                                                  قوله ( لولا ذلك ) من كلام عائشة رضي الله تعالى عنها .

                                                                                                                                                                                  قوله ( أبرز ) على صيغة المجهول ; أي أظهر .

                                                                                                                                                                                  قوله ( خشي ) على صيغة المعلوم ; أي خشي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله ( أو خشي ) على صيغة المجهول ، فالخاشي الصحابة رضي الله تعالى عنهم أو عائشة أو رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله ( وعن هلال ) ; يعني بالإسناد المذكور .

                                                                                                                                                                                  قوله ( كناني عروة ) ; أي ابن الزبير بن العوام الذي روى عنه هذا الحديث ، واختلفوا في كنية هلال ; فقيل أبو أمية ، وقيل أبو الجهم ، وقيل أبو عمرو وهو المشهور . ومعنى " كناني " أي جعلني ذا كنية ونسبني إليها ، ولعل غرض البخاري بإيراد هذا الكلام التنبيه على لقاء هلال عروة .

                                                                                                                                                                                  قوله ( ولم يولد لي ) جملة حالية ; أي كناني بكنية والحال لم يولد لي ولد ، لأن الغالب لا يكنى الشخص إلا باسم أول أولاده ، وهذا كناه ولا جاء له ولد .

                                                                                                                                                                                  وفيه جواز التكنية سواء جاء للمكنى ولد أو لا ، وقد كنى الشارع عائشة بابن أختها عبد الله بن الزبير .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية