ذكر شلب وعودها إلى المسلمين ملك الفرنج مدينة
في هذه السنة ملك ابن الرنك - وهو من ملوك الفرنج - غرب بلاد الأندلس ، مدينة شلب وهي من كبار مدن المسلمين بالأندلس ، واستولى عليها ، فوصل الخبر إلى [ ص: 89 ] الأمير أبي يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن ، صاحب الغرب والأندلس فتجهز في العساكر الكثيرة وسار إلى الأندلس ، وعبر المجاز ، وسير طائفة كثيرة من عسكره في البحر ، ونازلها وحصرها ، وقاتل من بها قتالا شديدا ، حتى ذلوا وسألوا الأمان فأمنهم ، وسلموا البلد وعادوا إلى بلادهم .
وسير جيشا من الموحدين ومعهم جمع من العرب إلى بلاد الفرنج ، ففتحوا أربع مدن كان الفرنج قد ملكوها قبل ذلك بأربعين سنة ، وفتكوا في الفرنج ، فخافهم ملك طليطلة من الفرنج ، وأرسل يطلب الصلح فصالحه خمس سنين .
وعاد أبو يوسف إلى مراكش ، وامتنع من هذه الهدنة طائفة من الفرنج لم يرضوها ، ولا أمكنهم إظهار الخلاف ، فبقوا متوقفين حتى دخلت سنة تسعين وخمسمائة ، فتحركوا . وسنذكر خبرهم هناك ، إن شاء الله تعالى .