الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر وفاة يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن وولاية ابنه محمد

في هذه [ السنة ] ، ثامن عشر ربيع الآخر ، وقيل جمادى الأولى توفي أبو يوسف يعقوب بن أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن ، صاحب المغرب والأندلس بمدينة سلا ، وكان قد سار إليها من مراكش ، وكان قد بنى مدينة محاذية لسلا وسماها المهدية ، من أحسن البلاد وأنزهها ، فسار إليها يشاهدها ، فتوفي بها ، وكانت ولايته خمس عشرة سنة ، وكان ذا جهاد للعدو ، ودين ، وحسن سيرة ، وكان يتظاهر بمذهب الظاهرية ، وأعرض عن مذهب مالك ، فعظم أمر الظاهرية في أيامه ، وكان [ ص: 162 ] بالمغرب منهم خلق كثير يقال لهم الجرمية ، ومنسوبون إلى محمد بن جرم ، رئيس الظاهرية ، إلا أنهم مغمورون بالمالكية . ففي أيامه ظهروا وانتشروا ، ثم في آخر أيامه استقضى الشافعية على بعض البلاد ومال إليهم .

ولما مات قام ابنه أبو عبد الله محمد بالملك بعده ، وكان أبوه قد ولاه عهده في حياته ، فاستقام الملك وأطاعه الناس ، وجهز جمعا من العرب وسيرهم إلى الأندلس احتياطا من الفرنج .

التالي السابق


الخدمات العلمية