[ ص: 191 ] ذكر الظاهر قلعة نجم من أخيه الأفضل أخذ
في هذه السنة أخذ الظاهر غازي قلعة نجم من أخيه الأفضل ، وكانت في جملة ما أخذ من العادل لما صالحه سنة سبع وتسعين [ وخمسمائة ] ، فلما كان هذه السنة أخذ العادل من الأفضل سروج وحملين ورأس عين ، وبقي بيده سميساط وقلعة نجم ، فأرسل الظاهر إليه يطلب منه قلعة نجم ، وضمن له أن يشفع إلى عمه العادل في إعادة ما أخذ منه ، فلم يعطه ، فتهدده بأن يكون إلبا عليه ، ولم تزل الرسل تتردد حتى سلمها إليه في شعبان ، وطلب منه أن يعوضه قرى أو مالا ، فلم يفعل ، وكان هذا من أقبح ما سمع عن ملك يزاحم أخاه في مثل قلعة نجم مع خستها وحقارتها ، وكثرة بلاده وعدمها لأخيه .
وأما العادل ، فإنه لما أخذ سروج ورأس عين من الأفضل أرسل والدته إليه لتسأل في ردهما ، فلم يشفعها وردها خائبة ، ولقد عوقب البيت الصلاحي بما فعله أبوهم مع البيت الأتابكي ، فإنه لما قصد حصار الموصل سنة ثمانين وخمسمائة أرسل صاحب الموصل والدته وابنة عمه نور الدين إليه يسألانه أن يعود ، فلم يشفعهما ، فجرى لأولاده هذا ، وردت زوجته خائبة ، كما فعل .
ولما رأى الأفضل عمه وأخاه قد أخذا ما كان بيده أرسل إلى ركن الدين سليمان بن قلج أرسلان - صاحب ملطية وقونية ، وما بينهما من البلاد - يبذل له الطاعة ، وأن يكون في خدمته ، ويخطب له ببلده ، ويضرب السكة باسمه ، فأجابه ركن الدين إلى ذلك ، وأرسل له خلعة فلبسها الأفضل ، وخطب له بسميساط في سنة ستمائة وصار في جملته .