الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر خلافة ابنه المستنصر بالله .

لما توفي الظاهر بأمر الله ، بويع بالخلافة ابنه الأكبر أبو جعفر المنصور ، ولقب المستنصر بالله ، وسلك في الخير والإحسان إلى الناس سيرة أبيه ، رضي الله عنه . وأمر فنودي ببغداد بإفاضة العدل ، وإن من كان له حاجة ، أو مظلمة يطالع بها ، تقضى حاجته ، وتكشف مظلمته .

فلما كان أول جمعة أتت على خلافته ، أراد أن يصلي الجمعة في المقصورة التي كان يصلي فيها الخلفاء ، فقيل له إن المطبق الذي يسلك فيه إليها خراب لا يمكن سلوكه ، فركب فرسا وسار إلى الجامع جامع القصر ، ظاهرا يراه الناس بقميص أبيض وعمامة بيضاء ، بسكاكين حرير ، ولم يترك أحدا يمشي معه بل أمر كل من أراد أن يمشي معه من أصحابه بالصلاة في الموضع الذي كان يصلي فيه ، وسار هو ومعه خادمان وركابدار لا غير ، وكذلك الجمعة الثانية حتى أصلح له المطبق .

وكان السعر قد تحرك بعد وفاة الظاهر بأمر الله - رضي الله عنه - فبلغت الكارة ثمانية عشر قيراطا ، فأمر أن تباع الغلات التي له كل كارة بثلاث عشر قيراطا ، فرخصت الأسعار واستقامت الأمور .

التالي السابق


الخدمات العلمية