ذكر في بئر أريس سقوط خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم -
وفيها وقع خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - من يد عثمان في بئر أريس ، وهي على ميلين من المدينة ، وكانت قليلة الماء ، فما أدرك قعرها بعد .
جبرائيل فنهاه عنه ، فنبذه ، وأمر فعمل له خاتم من نحاس وجعله في إصبعه ، فقال له جبرائيل : انبذه ، فنبذه ، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخاتم من فضة ، فصنع له ، فجعله في إصبعه ، فأمره جبرائيل أن يقره ، فأقره . وكان نقشه ثلاثة أسطر : محمد سطر ، ورسول سطر ، والله سطر ، فتختم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى توفي ، ثم تختم به وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتخذه لما أراد أن يكاتب الأعاجم يدعوهم إلى الله - تعالى - ، فقيل له : إنهم لا يقبلون كتابا إلا مختوما ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعمل له خاتم من حديد ، فلما عمل جعله في إصبعه ، فأتاه أبو بكر حتى توفي ، ثم عمر حتى توفي ، ثم تختم به عثمان ست سنين . فحفروا بئرا بالمدينة شربا للمسلمين ، فقعد على رأس البئر فجعل يعبث بالخاتم فسقط من يده في البئر ، فطلبوه فيها ونزحوا ما فيها من الماء فلم يقدروا عليه ، فجعل فيه مالا عظيما لمن جاء به ، واغتم لذلك غما شديدا . فلما يئس منه صنع خاتما آخر على مثاله ونقشه فبقي في إصبعه حتى هلك ، فلما قتل ذهب الخاتم فلم يدر من أخذه .