الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5446 وقال ابن عباس: كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا التعليق وصله ابن أبي شيبة في مصنفه، عن ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ما خطئتك" كذا وقع لجميع الرواة بإثبات الهمزة بعد الطاء، وأورده ابن التين بحذفها، ثم قال: والصواب إثباتها، وقال الجوهري: يقال خطئت ولا يقال خطيت، ومعناه: كل ما شئت من الحلال والبس ما شئت من الحلال ما دامت أخطأتك، أي: تجاوزتك "اثنتان" أي: خصلتان، وقال الكرماني: ما أخطأتك، أي: ما دام تجاوز عنك خصلتان، والإخطاء التجاوز من الصواب، أو "ما" نافية، أي: لم يوقعك في الخطأ اثنتان، والخطء الإثم.

                                                                                                                                                                                  وقال بعضهم: وفيه بعد، ورواية معمر ترده حيث قال: "ما لم يكن سرف أو مخيلة" قلت: لا بعد فيه; لأن معناه صحيح، لا يخفى ذلك على من يتأمله.

                                                                                                                                                                                  قوله: "سرف أو مخيلة" بيان لقوله: اثنتان، وكان القياس أن يقال "سرف ومخيلة" بالواو، ولكن أو تجيء بمعنى الواو كما في قوله تعالى: ولا تطع منهم آثما أو كفورا على تقدير النفي; إذ انتفاء الأمرين لازم فيه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية