الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى : والصلاة الوسطى فيما روي عن علي وابن عباس، وابن عمر، وأبي هريرة، وغيرهم رضي الله عنهم: صلاة العصر، وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      وسميت الوسطى على هذا; لأنها بين صلاتي النهار، وصلاتي الليل، وخصت بالذكر; لأنها وقت شغل الناس في أسواقهم، وقت نزول الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      وهي عند عكرمة، ومجاهد، وعطاء، وطاووس، وغيرهم: الصبح، وهو [ ص: 534 ] قول مالك، وسميت بذلك; لأنها بين الظلام والضياء، ولا يشركها غيرها في وقتها كسائر الصلوات.

                                                                                                                                                                                                                                      وروي: أنها تشهدها ملائكة الليل، وملائكة النهار.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن زيد بن ثابت، وعائشة : أنها الظهر، وسميت بذلك; لأنها وسط النهار.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن قبيصة بن ذؤيب : أنها المغرب; وذلك لأن الظهر أول صلاة صلاها جبريل بالنبي عليه الصلاة والسلام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إنما أعيد ذكر الوسطى; لفضلها على سائر الصلوات، كما أعيد ذكر جبريل وميكائيل بعد ذكر الملائكة; لفضلهما.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وقوموا لله قانتين قال مجاهد : ساكتين.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس، والشعبي : القنوت: الطاعة.

                                                                                                                                                                                                                                      زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: وقوموا لله قانتين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 535 ] وتقدم القول في أصل القنوت.

                                                                                                                                                                                                                                      فإن خفتم فرجالا أو ركبانا : أرخص الله تعالى لأهل الخوف أن يصلوا عند شدة الخوف كيف تيسر لهم، وذلك مذكور في [سورة النساء: 102].

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في: والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم ، وفي متعة المطلقة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية