الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس : الويل: العذاب، وعنه أيضا: واد في جهنم، وروي نحوه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) .

                                                                                                                                                                                                                                      وعن ابن عباس أيضا: هو ما يسيل من صديد أهل النار، الأصمعي : القيح.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 258 ] وروي عن عثمان (رضي الله عنه) : أن الويل: جبل في النار.

                                                                                                                                                                                                                                      وأصل الويل: الهلاك، العرب تقول لكل من وقع في هلكة: (ويل له) .

                                                                                                                                                                                                                                      والآية في الذين غيروا صفة النبي عليه الصلاة والسلام من التوراة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {بأيديهم} تأكيد; إذ قد يأمرون به، فنسب إليهم.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن السراج : يحتمل أن يكون معنى {بأيديهم} : من تلقائهم، من غير أن ينزل عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وويل لهم مما يكسبون قيل: من الذنوب، وقيل: من المال الحرام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ابن عباس : زعموا أن العذاب إنما ينالهم إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم، ثم تذهب جهنم وتهلك، وإن ما بين طرفيها إلى شجرة الزقوم أربعين سنة.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن : قالوا: نعذب عدد الأيام التي عبدنا فيها العجل.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد : قالوا: الدنيا سبعة آلاف سنة، نعذب لكل ألف يوما.

                                                                                                                                                                                                                                      السدي: قالوا: نعذب، فإذا أكلت النار خطايانا; نودي: أخرجوا كل مختون، فقال الله تعالى: قل أتخذتم عند الله عهدا ، وهو تقرير وتوبيخ.

                                                                                                                                                                                                                                      و {أم} يجوز أن تكون متصلة معادلة لألف الاستفهام; فيكون المعنى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 259 ] أتقولون على الله ما لا تعلمون أم ما تعلمون؟ أو منقطعة; فيتم الكلام على {عهده} ، ثم ابتدأ: أم تقولون على الله ما لا تعلمون على معنى: بل تقولون على الله.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس : معنى قل أتخذتم عند الله عهدا : هل قلتم: لا إله إلا الله، ولم تشركوا، ولم تغيروا؟ثم رد الله تعالى قولهم فقال: بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون عطاء، وغيره: السيئة ههنا: الشرك.

                                                                                                                                                                                                                                      وهذه الآية في اليهود والتي تليها في أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية