الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [وفيه أيضا دليل على جواز تأخير البيان إلى وقت الحاجة إليه عند من يرى ذلك إلى ذلك، والأوصاف المتأخرة عند بعض أصحاب هذا المذهب للبقرة المتقدم ذكرها، ولا يخرج الأمر الأول عن أن يكون مقيدا; لأنه أفاد ذبح بقرة على سبيل الجملة، ولم يكن ذلك معلوما قبله، ولو لم يطلب البيان; لورد عليهم عند الحاجة إليه.

                                                                                                                                                                                                                                      وذهب بعض القائلين إلى أن التكليف الأخير مستوف لجميع الصفات المذكورة كما قدمنا، وذهب بعضهم إلى أنه بالصفة الأخيرة فقط; لأنهم إنما أمروا بذبح بقرة غير معينة، فلو ذبحوا أي بقرة شاؤوا; أجزأهم، فلما لم يفعلوا; [ ص: 250 ] كلفوا الصفة الثانية، ولما لم يفعلوا; كلفوا الصفة الثالثة، والاستقصار عند القائلين بجواز تأخير البيان، إنما وقع لتأخيرهم امتثال الأمر بعد البيان المذكور].

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنها بقرة صفراء في قول مجاهد، وغيره: الصفرة المعروفة.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن، وغيره: صفراء حتى قرونها، وأظلافها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: معنى {صفراء} : سوداء.

                                                                                                                                                                                                                                      تسر الناظرين : تعجبهم.

                                                                                                                                                                                                                                      إنها بقرة لا ذلول أي: لم تذلل بالعمل.

                                                                                                                                                                                                                                      تثير الأرض أي: بالحرث، والمعنى: ليست بذلول فتثير الأرض.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا تسقي الحرث أي: لا يسقى عليها، والوقف ههنا حسن، ومن قال: إن المعنى: ليست بذلول، ولكنها تثير الأرض; وقف على لا ذلول .

                                                                                                                                                                                                                                      {مسلمة} أي: من العيوب، عن قتادة، وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد : من الشية، و (الشية) : من الوشي; وهو اختلاف الألوان، وأصلها: (وشية) .

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا الآن جئت بالحق أي: الذي تبين لنا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية