الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 288 ] الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      لا تعبدون إلا الله : التاء على معنى: وقلنا لهم: لا تعبدون إلا الله، والتاء أدل على حكاية الحال في وقت خطابهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وارتفاعه عند الأخفش على تقدير حذف (أن)، التقدير: أخذنا ميثاقكم [بألا تعبدوا إلا الله.

                                                                                                                                                                                                                                      المبرد، وقطرب : (لا تعبدون إلا الله) في موضع الحال، التقدير: أخذنا ميثاقكم] موحدين.

                                                                                                                                                                                                                                      وأجاز المبرد، والكسائي، والفراء : أن يكون جواب قسم، كأنه قال: والله لا تعبدون إلا الله.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الفراء أيضا: يكون في موضع رفع على النهي، وجاء بلفظ الخبر، واستدل بعطف: وقولوا للناس حسنا عليه، قال: فهو مثل: لا تضار والدة [البقرة: 233] فيمن رفع.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 289 ] ومن قرأ بالياء؛ فلأن قبله: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ، وهو لفظ غيبة.

                                                                                                                                                                                                                                      والقول في ارتفاع لا تسفكون دماءكم حسب ما تقدم، ولا يجوز فيه الياء؛ لأن التقدير: أخذنا ميثاقكم فقلنا لكم: لا تسفكون دماءكم، فلا يجوز الياء مع تقدم الخطاب، كما تجوز التاء مع تقدم الغيبة.

                                                                                                                                                                                                                                      وبالوالدين إحسانا : انتصابه على تقدير: استوصوا بالوالدين إحسانا؛ فيكون مفعولا، أو: أحسنوا بالوالدين إحسانا؛ فيكون مصدرا، والباء متعلقة (بأحسنوا)، أو (استوصوا).

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هي متعلقة بالخبر المعطوف على المعنى؛ كأنه قال: أخذنا ميثاقكم بألا تعبدوا إلا الله، وبأن تحسنوا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وقولوا للناس حسنا : (حسنا): مصدر، والتقدير: وقولوا للناس قولا ذا حسن، ويجوز أن يكون أيضا صفة؛ كالحلو، والمر؛ فيكون التقدير: قولوا قولا حسنا، وكذلك تقدير قراءة من قرأ: (حسنا) ؛ أي: قولوا لهم قولا حسنا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 290 ] وقيل: إن (حسنا) منصوب على المصدر على المعنى؛ لأن المعنى: ليحسن قولكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وضم السين: إتباع لضم الحاء.

                                                                                                                                                                                                                                      وأنتم معرضون : حال مؤكدة؛ لأن التولي فيه دلالة على الإعراض.

                                                                                                                                                                                                                                      وضم الفاء من (تسفكون) لغة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية