الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم سواء} : ابتداء، وما بعده من ذكر الإنذار خبره، والجملة خبر {إن} ، أو تكون {سواء} خبر {إن} ، وما بعده في موضع رفع به.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 152 ] وعلى أبصارهم غشاوة الرفع بالابتداء، والنصب على الحمل على المعنى، التقدير: (وجعل على أبصارهم غشاوة) ، كما قال القائل: [من الرجز].


                                                                                                                                                                                                                                      (علفتها تبنا وماء باردا) .....................

                                                                                                                                                                                                                                      أي: وسقيتها ماء باردا.

                                                                                                                                                                                                                                      وضم الغين وفتحها وكسرها لغات.

                                                                                                                                                                                                                                      و {غشوة} رد إلى أصل المصادر.

                                                                                                                                                                                                                                      {وما يخادعون إلا أنفسهم} على أن ما يمر ببال المخادع لنفسه بمنزلة [ ص: 153 ] من يخادعه، أو يكون بمعنى {يخدعون} ؛ مثل: (عاقبت اللص) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {وما يخدعون إلا أنفسهم} ؛ فعلى تقدير حذف الجار; أي: (إلا عن أنفسهم) .

                                                                                                                                                                                                                                      وإسكان الراء في {مرض} لغة; كالحلب والحلب.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم التخفيف والتشديد في: {بما كانوا يكذبون} في التفسير.

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا قيل لهم : إشمام الضم فيها وفي أخواتها للفصل بين ما لم يسم فاعله وبين المسمى الفاعل، كما قالوا للمرأة: (أنت تغزين) ، فأشموا (الزاي) الضم; ليفرقوا بينه وبين باب (ترمين) ، ومن أخلص الكسرة; فهو القياس المطرد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنما نحن مصلحون نحن} : اسم مضمر مبني، يقع للواحد الجليل القدر، والاثنين، والجماعة المخبرين عن أنفسهم، وضمت نونها لالتقاء الساكنين; [ ص: 154 ] لأنها من علامات المضمر المرفوع، فحركت بأخت الرفع، وقيل: ضمت; لأنها اسم مضمر يقع للجميع، [والواو من علامات الجمع]، والضمة من الواو، وقيل: نقلت حركة الحاء إلى النون، والأصل: (نحن) ، وفيها أقوال غير ذلك مذكورة في «الكبير» .

                                                                                                                                                                                                                                      وتركهم في ظلمات إسكان اللام الأصل، والضم إتباع.

                                                                                                                                                                                                                                      حذر الموت : {حذر} مصدر (حذرت) ، و {حذار} مصدر (حاذرت) ، وهو منصوب; لأنه مفعول من أجله ومصدر، وقال الفراء : هو منصوب على التفسير.

                                                                                                                                                                                                                                      {يخطف} و {يخطف} : لغتان، ولا يلزم اعتراض ابن مجاهد بالإجماع على الكسر في {خطف} ؛ لأنه يجوز أن يكون {يخطف} أخذ من لغة من قال: (خطف يخطف) ، و {يخطف} من لغة من قال: (خطف يخطف) ، فجمع في الفعلين بين اللغتين، كما فعل من قرأ: {قنطوا} [الشورى: 28] و {تقنطوا} [الزمر: 53] بالفتح جميعا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 155 ] و {يخطف} أصلها: يختطف، ألقيت حركة التاء على الخاء، وأدغمت، وكذلك {يخطف} ، والخاء مكسورة لالتقاء الساكنين، وحذفت فتحة التاء، وكذلك {يخطف} ، وكسرت الياء إتباعا.

                                                                                                                                                                                                                                      كلما أضاء لهم مشوا فيه كلما} : ظرف منصوب بـ {مشوا} ، وهو جوابه، ولا يعمل فيه {أضاء} ؛ لأنه من صلة (ما) ، والمفعول في قول المبرد محذوف، والتقدير عنده: كلما أضاء لهم البرق الطريق مشوا فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      غيره: يجوز أن يكون (فعل) ، و (أفعل) بمعنى; كـ (سكت) ، و (أسكت) ، فيكون (أضاء) و (ضاء) سواء، فلا يحتاج إلى تقدير حذف مفعول.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية