الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى الآية: القول في دخول (ما) [ ص: 182 ] في (إما) مذكور في الإعراب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ليس فيه دليل على نفي أهوال يوم القيامة وخوفها عن المطيعين; لما وصفه الله تعالى ورسوله من شدائد يوم القيامة، إلا أنه يخففه عن المطيعين، وإذا صاروا إلى رحمته; فكأنهم لم يخافوا.

                                                                                                                                                                                                                                      يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الابن) : مشتق من البناء; وهو وضع الشيء على الشيء، والابن فرع للأب، فهو موضوع عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      وأصل (ابن) قيل: بني، وقيل، بنو، وقيل: بني، وقيل: بنو، واختيار الأخفش : أن يكون المحذوف منه الواو; لأن حذفها أكثر; لثقلها.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى {إسرائيل} فيما ذكره بعض المفسرين: عبد الله، كأن (إسرا) بمعنى: عبد، و (إيل) : اسم من أسماء الله عز وجل.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: (إسرا) من الشد، فكأن [ {إسرائيل} : الذي شده الله، وأتقن خلقه].

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 183 ] و {إسرائيل} : هو يعقوب عليه السلام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {نعمتي} لفظها لفظ التوحيد، والمراد بها: النعم، وهو تذكير بإنعامه عليهم وعلى آبائهم من قبلهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ابن عباس : أوفوا بما أمرتكم به من طاعتي، ونهيتكم عنه من معصيتي.

                                                                                                                                                                                                                                      وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم أي: أرضى عنكم، وأدخلكم الجنة.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن : (عهده) : قوله: خذوا ما آتيناكم بقوة [البقرة: 93، الأعراف: 171]، وقوله: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا الآية [المائدة: 12].

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو قوله: وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه الآية [آل عمران: 187].

                                                                                                                                                                                                                                      وإياي فارهبون الرهبة: الخوف.

                                                                                                                                                                                                                                      وآمنوا بما أنـزلت مصدقا لما معكم يعني: القرآن المصدق للتوراة والإنجيل.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا تكونوا أول كافر به قيل: المعنى أول فريق كافر به.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو على مذهب الفعل، والمعنى: أول من كفر به، والهاء: قيل: هي للنبي [ ص: 184 ] عليه الصلاة والسلام، وقيل: للقرآن، وقيل: لكتابهم; لأنهم إذا كفروا بالنبي عليه الصلاة والسلام الموصوف فيه; فقد كفروا بكتابهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وليس في قوله: ولا تكونوا أول كافر به دليل على إباحة كونهم ثاني كافر به، ولا أكثر من ذلك; لأن النهي عن الشيء لا دليل فيه على إباحة ضده.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا يعني: ما أخذوه من الرشا على تغيير التوراة، روي ذلك عن الحسن، وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      ودخول الباء على (الآيات) كدخولها على (الثمن) ، وكذلك كل ما لا عين فيه، وإذا كان في الكلام دنانير أو دراهم; دخلت الباء على الثمن، قاله الفراء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية