مطلب :
nindex.php?page=treesubj&link=18854_18853فيما ورد في ذم الخدعة .
قال الله سبحانه وتعالى في حق المنافقين {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=9يخادعون الله والذين آمنوا } قال
البيضاوي : الخدع أن توهم غيرك خلاف ما تخفيه من المكروه لتنزله عما هو بصدده ، من قولهم خدع الضب إذا توارى في جحره ، وضب خادع وخدع إذا أوهم الحارس إقباله عليه ثم خرج من باب آخر وأصله الإخفاء ، ومنه المخدع للخزانة والأخدعان لعرقين خفيفين في العنق . فالمخادعة تكون بين اثنين .
وخداعهم مع الله ليس على ظاهره لأنه لا يخفى عليه خافية ولأنهم لم يقصدوا خديعته ، بل المراد إما مخادعة رسوله على حذف مضاف أو على أن معاملة الرسول معاملة الله من حيث إنه خليفته كما قال {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80من يطع الرسول فقد أطاع الله } {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله } وأما أن صورة صنعهم مع الله من إظهار الإيمان واستبطان الكفر وصنع الله معهم بإجراء أحكام المسلمين عليهم وهم عنده أخبث الكفار وأهل الدرك الأسفل من النار
[ ص: 130 ] استدراجا لهم ، وامتثال الرسول والمؤمنين أمر الله في إخفاء حالهم وإجراء .
حكم الإسلام عليهم مجازاة لهم بمثل صنيعهم صورة صنع المخادعين . وفي القاموس : وإذا خادعوا المؤمنين فقد خادعوا الله . وقال
الجلال السيوطي : والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين . انتهى .
الخديعة لا تليق بالمؤمنين ، إذ هي تنافي النصح وسلامة الصدور والمودة والمحبة ، وتنبت الإثم والبغي والغل والحسد والحقد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه بإسناد صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=27106قيل يا رسول الله أي الناس أفضل ؟ قال كل محموم القلب صدوق اللسان . قالوا صدوق اللسان نعرفه فما محموم القلب ؟ قال هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد } .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن
الحسن مرسلا قال صلى الله عليه وسلم {
إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاة ولا صوم ولا صدقة لكن دخلوها برحمة الله وسخاوة الأنفس وسلامة الصدور } . .
مَطْلَبٌ :
nindex.php?page=treesubj&link=18854_18853فِيمَا وَرَدَ فِي ذَمِّ الْخُدْعَةِ .
قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي حَقِّ الْمُنَافِقِينَ {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=9يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا } قَالَ
الْبَيْضَاوِيُّ : الْخُدْعُ أَنْ تُوهِمَ غَيْرَك خِلَافَ مَا تُخْفِيهِ مِنْ الْمَكْرُوهِ لِتُنْزِلَهُ عَمَّا هُوَ بِصَدَدِهِ ، مِنْ قَوْلِهِمْ خَدَعَ الضَّبُّ إذَا تَوَارَى فِي جُحْرِهِ ، وَضَبٌّ خَادِعٌ وَخَدِعٌ إذَا أَوْهَمَ الْحَارِسَ إقْبَالَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَابٍ آخَرَ وَأَصْلُهُ الْإِخْفَاءُ ، وَمِنْهُ الْمَخْدَعُ لِلْخِزَانَةِ وَالْأَخْدَعَانِ لِعِرْقَيْنِ خَفِيفَيْنِ فِي الْعُنُقِ . فَالْمُخَادَعَةُ تَكُونُ بَيْنَ اثْنَيْنِ .
وَخِدَاعُهُمْ مَعَ اللَّهِ لَيْسَ عَلَى ظَاهِرِهِ لِأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ وَلِأَنَّهُمْ لَمْ يَقْصِدُوا خَدِيعَتَهُ ، بَلْ الْمُرَادُ إمَّا مُخَادَعَةُ رَسُولِهِ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَوْ عَلَى أَنَّ مُعَامَلَةَ الرَّسُولِ مُعَامَلَةُ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ إنَّهُ خَلِيفَتُهُ كَمَا قَالَ {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَك إنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ } وَأَمَّا أَنَّ صُورَةَ صُنْعِهِمْ مَعَ اللَّهِ مِنْ إظْهَارِ الْإِيمَانِ وَاسْتِبْطَانِ الْكُفْرِ وَصُنْعَ اللَّهِ مَعَهُمْ بِإِجْرَاءِ أَحْكَامِ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ عِنْدَهُ أَخْبَثُ الْكُفَّارِ وَأَهْلُ الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ
[ ص: 130 ] اسْتِدْرَاجًا لَهُمْ ، وَامْتِثَالَ الرَّسُولِ وَالْمُؤْمِنِينَ أَمْرَ اللَّهِ فِي إخْفَاءِ حَالِهِمْ وَإِجْرَاءَ .
حُكْمِ الْإِسْلَامِ عَلَيْهِمْ مُجَازَاةً لَهُمْ بِمِثْلِ صَنِيعِهِمْ صُورَةَ صُنْعِ الْمُخَادِعِينَ . وَفِي الْقَامُوسِ : وَإِذَا خَادَعُوا الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ خَادَعُوا اللَّهَ . وَقَالَ
الْجَلَالُ السُّيُوطِيّ : وَالْمُخَادَعَةُ هُنَا مِنْ وَاحِدٍ كَعَاقَبْتُ اللِّصَّ وَذِكْرُ اللَّهِ فِيهَا تَحْسِينٌ . انْتَهَى .
الْخَدِيعَةُ لَا تَلِيقُ بِالْمُؤْمِنِينَ ، إذْ هِيَ تُنَافِي النُّصْحَ وَسَلَامَةَ الصُّدُورِ وَالْمَوَدَّةَ وَالْمَحَبَّةَ ، وَتُنْبِتُ الْإِثْمَ وَالْبَغْيَ وَالْغِلَّ وَالْحَسَدَ وَالْحِقْدَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ
nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=27106قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ كُلُّ مَحْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ . قَالُوا صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَحْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ } .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الْأَوْلِيَاءِ عَنْ
الْحَسَنِ مُرْسَلًا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
إنَّ بُدَلَاءَ أُمَّتِي لَمْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِكَثْرَةِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ لَكِنْ دَخَلُوهَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَسَخَاوَةِ الْأَنْفُسِ وَسَلَامَةِ الصُّدُورِ } . .